إشراقات أدبيةالنثر

سنُّ الغزالَةِ بقلم ✏الكاتبة عهود عدنان نايلة

سنُّ الغزالَةِ
اليومَ يسقطُ ثالثُ أسنانِ الغزالةِ … وأيُّما غَزالة !!
غزالةُ القلبِ جامحٌةٌ تضخُّ مسكها فيَّ.. أتنفّسُهُ دفئًا يسري بروحي إلى طريقِ الفرحِ، تحتلُّ أوردتي.. تسكنُني .. تقلبُ موازينَ الكونِ كلّها في روحيَ السّبيّةِ فيها، وكلّما ظننتُ أنّي ارتويتُ يصدَحُ كلُّ كُلّيَ: هل من مزيد؟!
غزالَةُ الرّوحِ .. ما بينَ رائحةٍ ورائحةٍ أكتوي بنارِ الهوى .. ألثمُ المرمرَ الأجملَ في كلِّ قبلةٍ ألفُ ياسمينةٍ وألفُ، تغرقني وتذيبُ جليدَ السّنينِ تهربُ بي إلى جبالِ الخلاصِ من مرسالٍ إلى قنديلٍ إلى فراشةٍ .. دفءٌ يسري بالقلب تقشعرُّ له سماءٌ ثامنةٌ فوق السّبعِ، تنأى بعجائب الله كلّها في الأرضِ وتكونُ الواحدةَ الأوحد … المتعاليةَ عمَّن سواها .. الشفيفةُ اللاتشفُّ إلّا عنها فلا شيء يماثلُ بعضَ كينونتها ولا يعادلُ أيُّ تكوينٍ بعضَ بعضِ ظلٍّ لظلِّ ظلّها في الأرضِ ولا في البياضِ ….
غزالةُ التّقديسِ … مليكةُ العطاءِ .. ما وهبتِ يومًا وانتظرتِ ردَّ الجميلِ، ما مشيتِ في دربٍ إلا وأزهر بالفرحِ وزها بالأملِ وانتصر بالسّكينةِ وهزَمَ بالمحبّةِ وفاضَ بالحنين.. روحكِ صلاةٌ وقلبكِ حرَمٌ وما أنا سوى عابدٍ نهمٍ كلّما انتهيتُ من فريضةٍ في مناسكِ هيامكِ أكتشفُ أنَّي مقصّرٌ .. وأنَّ هذا الفؤادَ الممتلئَ بكِ يسّاقطُ فيكِ يسمو إليكِ ويعيدُ كلَّ لحظةٍ آياتِ التّقرّب منك بل الانحلالِ فيكِ .. أكونكِ .. أغمضُ عينيَّ عليكِ أمنحكِ ما ملكتُ فيَّ .. وكيفَ أمنحكِ ما هو لكِ يا ملاكي؟ وخبريَ؟ واستثنائي؟ وكلُّ ما يجرّني؟ وبعضَ ما تبقّى لي إثرَ احتلالك لي هو أنشودةُ اسمكِ الحبيب … إيفانُ .. إيفانُ يا حلمي الهادئِ الجميلِ … سهامُكِ كلّها مغروسةٌ في القلبِ بساتينَ ورودٍ وضحكات، لجينُ حديثكِ الذي تسُرّينَ به إليَّ تخصّينني به عمّن سوايَ بَتلاتُ عشقٍ، كومَةُ فرحٍ .. شيءٌ فوقَ الوصفِ والرّسمِ والتّحجيمِ وفوقَ ثرثرتي … عيدٌ .. دهشةٌ .. عُرْسٌ .. حكايةُ خلودٍ .. إلياذةٌ .. شيءٌ هكذا لا قبله ولا بعدهُ فهو ماقبلَ القَبلِ، والقَبلُ، واللآنَ، وما بعدَ الآنِ ،وبَعْدَ البَعْدِ، وبَعْدَهُ … إيفانُ الغزالةُ المهرةُ الجميلةُ الرّقيقةُ غمّازةُ الفرحِ الرّبيعيِّ في تقاسيمِ وجهي، غزالتي …. وطني … أملي … منتهاي .. سكني وسكينتي … سنّكِ التي سقطت، لم تسقط .. إنما نَمَتْ في الأرضِ ترياقَ حياةٍ يحييها يملأها ربيعًا خالدًا … لتكونَ رائحةُ الله في كلِّ نفسٍ ودربٍ ووردٍ وروح … فمنكِ الرّجاءُ وإليكِ الرّجوع ….. يقضي الله لكلِّ ذرةٍ في الأرضِ منكِ مالها … فتكتملُ بكِ وتكْبر .. ولا تزالُ تكتملُ بكِ وتكبَر ….
عهود عدنان نايلة
2-تمّوز-2020م
الأردن – سوريا / الإمارات

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى