القصة

سور من زجاج بقلم: “أمينة أحمد حسن”

الكاتبة :أمينة أحمد حسن
نوع العمل :قصة قصيرة
إسم العمل :سور من زجاج

*******************
فتاة السابعة عشر ،اختطفوها من أحضان كتبها وأقلامها الملونة
باعوها لرجل يفوق عمرها أضعاف الأضعاف
دقت الطبول ، ولكن بين أضلاعها كان النحيب
أُعِد للعرس، وفى قلبها ،أُقيم المأتم والجنازة
ألقوا بها فى أحضانه وقبضوا الثمن
ذبحوا برائتها ،واقتلعوا أزهار عمرها.

وجدت نفسها فجأة سجينة
تعيش مع شبح ، لا ترى فيه إلا الضباب ولا تسمع منه سوى الأوامر
يراها تحفة فنية ،خالية من الشعور ،يتباهى بها أمام رفاقه
ثم يعيدها إلى سجنها وحيدة
تنظر حولها فلا ترى إلا صورتها ،فالمنزل ملىء بالمَرايا
هنا وهناك لاشىء سوى المَرايا
سكنتها الكآبة والملل
كانت كلما نظرت إلى المرآة ،تكاد تسمع صوت المرآة وهى تقول:
أشيحى وجهكِ عنى فقد مللت إكتآبك.
تنظر من زجاج النافذة
ترى الفتيات فى مثل عمرها،تملأهم البهجة ،يضحكون ويمرحون
وهى خلف الزجاج تنعى حظها !
استيقظت ذات صباح ونظرت إلى المرآة
أطالت النظر إلى روحها التى ارتدت ثوب الكهولة
ثم أمسكت بزجاجة العطر التى تُغرق بها جسدها كل ليلة وهى مجبرة
ضغطت على الزجاجة واستجمعت كل قوتها ،وألقت بها نحو المرآة
فتحولت المرآة إلى شظايا
حينها فقط استطاعت أن ترى صورتها بوضوح
تنفست الصعداء
ثم ركضت فى خفة وبراءة وخرجت من سجنها
فتحت زراعيها للحياة
وخطت بيدها ميلاد جديد.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى