سيمفونية…الأديبة هبة وفيق الأحمد
كلما ارتميت على وسادتي المحشوة بالحنين أستحضر ذكرى قلمي الذي مازال قادرا على إنجاب حروف تبث حياة جديدة في روح الكلمات
فينزل عن سرير أوراقه مترنحا بعد أن أنهكته سيمفونية خالدة خرجت للتو دمعة من عين خياله فكر أن ينقشها خلجات على استبرق أريكة في الجنة خوفا عليها من من يد عتمة تنساها حافية القدمين في وطن ليس لها عل السماء تحرسها من توهان اليدين في حبر الكلام …
هي سيمفونية تهدهد لطفل بداخلك تائه مرتعش كعصفور بللته قطرات الندى يتغذى على رحيق الأحلام من زهرات رواها زمزم كلماتي وبريشة نبضي أرتق ملامحك لتغدو رجلا طاعنا في الحب ..
سيمفونية بحروف محترقة بكماء لاتنطق إلا بعد أن تطبق عليها جفنيك وتحوط خصر كلماتها بذراعي البوح فتزيل ستار الصمت عن شمس همساتي لتشرق مجددا بشعاع استرق من عينيك لون الشهد ..
سيمفونية ..أنهي فيها حداد كوكب قصائد مزمن أعيته أمطار الدموع وغرق بهواجس حلت عليها لعنة جفاف الإحساس بعد أن ارتدت من أثواب الحرمان مادل وذل فأغير لحن مذكرك الغير سالم من الحرمان والأمنيات المركونة على قارعة رصيف ذاكرة تضج بالأشواق أزقتها تعج بمشعوذات يلعنّ اللهفة عند مطلع كل صباح بوابل من الحروف المبهمة للحن يرشو الغياب بعلبة من الأحلام التي تروي حكاية عن وجه تائه يبحث عن ملامحه قرابة عقود من من حنين فلم يجد سوى وهم ابتسامة مغروس في حقول الدهشة تحرسه جيوش من أذرع الأمل ..
سيمفونية ..أحرق فيها أحرف التمني المشبهة بالخيبة لأضيء قنديل روحك فتومض جامحة تمسك بفرحة كانت قد تاهت عنا فنغير لوحة القدر المرسومة بأنامل ألوان هرمة حبلى بكوابيس الغياب للوحة تروي قصة عن أنثى جاءت من رواية خرافية يلتف الشفق حول عينيها تشرق مرة في العمر وتبقى كذلك ..لاتغرب أبدا..