سُلالةُ القمر بقلم «ظاهر مطر العبيد»
صَوْتُ أَنَيْنِ الشَّهْبَاْءِ فِيْ السَّحَرِ
أَذَاْبَ مِنِّيْ حُشَاْشَةَ البَصَرِ
أَرْقُبُ مِنْهَاْ الأَخْبَاْرَ عَنْ كَثَبٍ
والعينُ تَذْوِيْ بِموْقِدِ السَّهَرِ
خُذْنِيْ إِليْهَا بُكَاْءَ قَاْفِيَةٍ
كَيْ يَمْتَطِي الحَرْفُ نَشْوَةَ الصُّوَرِ
خُذْنِيْ عَلَىْ جُنْحِ غيمةٍ سَكِرَتْ
بالشِّعْرِ مِنْ قَبْلِ مَوْلدِ المَطَرِ
خُذْنِيْ أُعَزِّيْهَاْ بالنِّيَاْبَةِ عَنْ
أَبِيْ فراسٍ وَصَاْحِبِ الدُّرَرِ
كي يَغْسِلَنَّ النَّدَىْ ضَفَاْئِرَهَاْ
وَيَمْشُطُ الضَّوْءُ شَعْرَهَاْ الغَجَرِيْ
ضَعْنِيْ عَلَى جِيْدِهَاْ مُعَلَّقَةً
تَبْكِيْ كَشَجْوِ الحَمَاْمِ فِيْ السَّحَرِ
وَانَثُرْ دَمِيْ فِيْ حِنَّاْئِهَاْ قُبُلًا
تَطُفْ بِشَوْقٍ فِيْ دَاْرِسَ الأَثَرِ
أَوْ قُلْ لَهَا عَنِّيْ أَنَّنِيْ رَجَلٌ
أُحِبُّهَا مُذْ نُعَوْمَةِ الشَّجَرِ
رُدِّيْ الأماني رؤىً على دَمِنَا
وَاسْتَبْقِهَا يَاْ سُلَالَةَ القَمَرِ
قَلْبُ المَعَرِّيْ مَنْ ذَاْ يُطَمْئِنُهُ
وَإِدْلِبٌ فِيْ مَرَاْبِضِ الخَطَرِ
وَفِيْ حَمَاْةَ الرُّؤَىْ يُطَاْرِدُهَاْ
أَنِيْنُ طِفْلٍ فِيْ كَوْمَةِ الحَجَرِ
أَوْ كَيْفَ نَسْلُوْا واللَّاْذِقِيَّةُ فِيْ
ثِيَاْبِهَاْ أَلْوَاْنٌ مِنَ الضَّرَرِ
لَسْنَاْ وَرَبِّي بِحَاْجَةٍ لِيَدٍ
تَأتِيْ عَلَىْ اسْتِحْيَاْءٍ مِنَ القَدَرِ
تَدُسُّ فِيْ جُوْعِنَا فُتَاتَ رُؤًىْ
وَتَخْتَفِيْ فِيْ مَلَاْمِحِ السَّفَرِ
يَاْ أُمَّةَ العُرْبِ نَبْتَغِيْ هِمَمًا
تُعِيْدُ فِيْنَاْ شُعُوْرَكِ العُمَرِيْ
مِنْ أَلْفِ جُرْحٍ وَهَذِهِ لُغَتِيْ
تَشْدُوْ سُدًى فِيْ مَنَاْجِمِ الضَّجَرِ
أَرَىْ العُقُوْلَ الصِّحَاْحَ مَفْسَدَةً
نَشْقَىْ بِهَاْ وَالدُّنْيَاْ مَعَ الفَدِرِ