القصة

شامخ ونذير بقلم: “عبد الرحمان صديقي”

عبد الرحمان صديقي.الجزائر.
المدينة،القحط والكلاب.
شامخ ونذير.
………. ………….. ……………
-تلك قصة أخرى!ذيل نذير كلامه،معلنـا نهاية قصة،ونيته إستهلال أخرى،تليها أخرى فأخرى،فأخريات،ولن يتيح لك التملص من سماع قصص،متواترة،يقذفها تباعا!
-ذات ليلة-والكلام له-رأيتها تتسلل بين الأزقة ،كمن يحاول الإفلات من عسس يطاردونه،أو متطفل يلاحقها،أو ربما كانت عند عشيقها ،تسابق الخطى و الدقائق كي تعود للبيت قبل أن يكشف أمرها…أو متلهفة لملاقاته!
وبعد سرد طويل محبك،وبعد كر وفر،وفطنته العالية،واستباقه لخطط الآخر مهما كان دهائه،تجاوزها دون ان تشعر به،ولبد لها في زقاق ضيق،مظلم، حيث كانت ستتوقف لإلتقاط انفاسها!…ويا لهول المفاجأة،ووقع الصدمة ،وهي كطريدة في قبضة الاسد!
-من؟نذير!!!!خرجت كلماتها ،مع أنفاسها الحارة،المتلهفة،المتقطعة،وارتمت في حضنه!تحاشى عناقها،وقبلاتها!
صدها صدا جميلا،واعتزم ان يقتادها الى بيتهم،لكنها تمنعت،وتوسلت،ان يبقيها بقربه،ان يجود ببضع دقائق في حضرته،لكنه رفض،فزادت لوعتها،واشتعلت نيران الوجد،غير أنه لم يكترث لها،اذ ان شهامته تملي عليه ان يصطحبها الى بيتها،يسلمها دون خدش،لأبيها ،الذي يعرفه جيدا،والدها،الذي يكن إحتراما كبيرا لنذير!
وكان كذلك،فقد أوصلها،وحين رأت أباها واقفا امام الباب،إرتعبت،لكنه هدأ من روعها وقال لها بثقة لا تهتز
-انت معي ،وهذا وحده كفيل بأن يبعد عنك أية شبهة!
-هذا هو الحب الحقيقي.قال الوالد وهو يتقدم معانقا نذير!
ساد صمت سرمدي،ورغم الظلام ، كل واحد ممن كانوا يستمعون له،رأى في الوجوه، وجوما،إمتزج و شعور بغباء غريب!
…هي هكذا قصص نذير،نهاياتها،صادمة،عجيبة،لا يتوقعها أخطر الجواسيس،أو أشهر كتاب السيناريوهات،ولا أي من المخرجين،معاصرهم،ومخضرمهم،
مهما اتسع خياله، ليس له أن يتصنع نزرا يسيرا من خيال نذير!
نذير كان وسيما،انيقا،رغم فقره المدقع،ووفاة والده لما كان صبيا،وعيشه مع امه وأخيه الاصغر في بيت بسيط جدا، بلا اثاث ،فراش وغطاء من اسمال بالية،دون دخل قار،وهوانه على الناس،يعيش مأساة عميقة،وتنكر الأقارب،الا أنه كان صاحب قلب كبير،ووجه بشوش،وأكثر من كل شئ آخر مهما علا او رخس،كان عزة نفسه الأصيلة،أصيلة لا تصنع فيها!
يعيش في اليوم الواحد عشرات قصص الحب والغرام،مع فاتنات،يعرفهن ،هو فقط،لا أحد غيره يعرف من أين أتين،أو الى أين ذهبن!
وهو الذي لم يكلم يوما أنثى اخرى غير والدته!
كل عشيقاته يعشن مجهولات،متخفيات،عن الأعين ،وحتى خيال من يتخيل،الا خياله هو.
ولم يكن وفيا يوما لأي واحدة منهن،يغيرهن كما يحلو له، واذا ما نفر من واحدة منهم ومهما حاولت ،إستعطافه،أو إغوائه،الا وباءت بالفشل ،وكان النسيان الأبدي مصيرها!
-أما القصة الأخرى فأعجب!
وانطلق يسرد بكل الحماس والإحساس والخيال….
عبد الرحمان صديقي.الجزائر
أنت وشخص آخر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى