المقال

شرف الفتوحات “دانيال أبو حمدان”

شرف الفتوحات

ساد الصمت.. وبات الحديث مثيراً للشغف والاهتمام

بعدها نساء كثر مروا من هنا
على ذاك المقعد العتيق
وعلى دروب الشارع الطويل
وعلى قلبي….

مروا ك قدر
ك عابروا أوطان زمن الحرب

وحدها بقيت عالقة ك أغاني فيروز
ك مقتنيات الأمهات تلك التي لا تفنى ولا تزول

بقيت ك صلاة يرددها مطلع الشمس
وينتظرها الغياب

على مدى سنوات
تتغير نظرتنا للأشياء وللحب أيضاً
يصبح كل منا قديس وبجعبته مئات التراتيل
منها ما يصلح رسالة ل رسول حب جاء من السماء

يوما كتبت في 2018
كل لحظة حب تستحق عمراً من الفناء
لم أكن حينها على علم أن ميخائيل نعيمة أحب فتاة أثناء دراسته ولم يتزوجا
وبعد 80 عاماً كتب في وصيته

[اتركوا باب الضريح مفتوحاً… لعلها تأتي]

أيعقل أن يستحق من أحببناهم حياةً وما بعد الحياة

وحيداً كما العادة
أفتش عن آخر خشبة لسفينة غارقة منذ أعوام
أبحث عن طوق نجاة
ولكن عبثاً يداي لا تقبض سوى على الرياح

لأبقى أنا تائها” في منعطفات الزمن
جريحاً في حقول الياسمين المقتول

أقلب النظر في الماضي
أبحث عن قصص قديمة وصور
عن أوراق مبعثرة كدسها الوقت
غير ملامحها الزمن
أودعها في خانات الذكريات

لعلني أجد منحى آخر لحكايتنا
أو سبباً واحداً لغياب غير هذا الغياب

حقيقة
هناك رحيل لا يشبه أي رحيل آخر
وأسئلة أجوبتها محالة ممنوعة من الصرف والإعراب

يوما كان العشاق يموتون عشقاً ما كان للحب حالات
الوتس آب ولا كان ل ساعي البريد سوى الفضول لمعرفة أسرار وخفايا الحبر والساعات
والمشاعر التي دونت بها كل هذه الخيبات

شبابيك وكأس
وأنا وإنت ومطلع الفجر يرنو
عتمة في كوخ صغير
رتبنا تفاصيله
ب كثير من الحب والاختلاف
ب كثير من الخلافات أحياناً وقبلة نسرقها على عجل

لم يكن أحدنا يدرك انفلونزا الرحيل
ومفعول الصور التي تخلد كل تفصيل عشناه

ربما نحن ضحايا اللاشيء
ضحايا المجهول

كان آملنا طفل وطفلة
اختلفنا مراراً على الأسماء
حلمت بأنهم شبهك
كانت حقاً أيام

وأحلام تغفى على وسادة من وهم
تراوغ النهاية وتزف عذريتها ل قدر أهوج
تمنحه شرف الفتوحات بأنه فارس الأحلام

وأنا عدت وحيداً سيدتي
أصارع العمر الذي فات

على ذاك المقعد العتيق
وجدت ظرفا” فيه رسالة دونت باللون الأخضر
مع وردة حمراء دامعة وقلب رمادي مكسور

لا أعلم لماذا اخترت رسالتك الأخيرة بهذا الشكل
دائماً ما كانت اختياراتك غريبة ومبهرة ك إنت

جاء مطلعها

أنا قدرك وأنا وطنك المنتظر… لكن من المحال أن يجمعنا مجدداً لقاء
أهديتك الغياب… لتكن هديتك الإنتظار

الإعلامي دانيال أبو حمدان

من ديوان وطن الإنتظار…

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى