شركاء مع الله كتب / عمراني عبد العزيز
شركاء مع الله
كتب / عمراني عبد العزيز
من قراءتك للعنوان تطرح عدة استفسارات عن مضمون الموضوع و ما هذا العنوان الغريب نوعا ما ، نعم نحن في زمن كثر فيه القيل و القال و أصبح الجميع يحرم و يحلل كما يريد و كأنه شريك مع الخالق سبحانه وتعالى . قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه. {الشورى:21}. وقال الله تعالى: وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {الكهف:26}. لنبدأ حديثنا هنا بقصة في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم إذ أكل الصحابة رضي الله عنهم من الثوم عام خيبر وكانوا جياعا ثم ذهبوا إلى المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها ) فالنبي صلى الله عليه و سلم لا يملك أن يحرم ما أحل الله له . قال الله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ. {يونس:59}. فكيف بالناس لا يقرؤون من القران شيء إلا سورة الفاتحة التي والله لا يعلمون تفسيرها حتى ، يحرمون و يضعون أحكاما على الناس و كأنهم حراس باب الجنة يدخلون لها من أرادوا و يخرجون منها من أرادوا ، يقتلون من أرادوا و يعتقون من أحبوا ، لا دين لهم و لا أسس لهم ، لا هم يعرفون الدين و لا هم يعترفون أن بالكون خالق يصدر الأحكام ، صنعوا لأنفسهم دينا خاصا بأحكام خاصة ثم قالوا لنا أن هذا هو الإسلام دين تكفير و تحريم و قتل . قال سبحانه: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ. {يوسف:40}. وقال سبحانه: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. {المائدة:50} فالتحريم من حكم الله تعالى ، لأن الله تعالى أدرى بعباده و بخلقه و في كلامه لحكمة للعالمين ، فلا يستطيع أي إنسان و مهما كان أن يحرم بغير دليل أو علم أو يحرم كما يحلوا له دون إسناد للقران أو قياس ، وما حرمه الله فهو حرام، و باقيه حلال ، قال الله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ. {الأنعام:57}، وقال: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ. {الشورى:10}. وقال تعالى: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. {النساء:59}. فالنبي عليه الصلاة والسلام يتبع ما يوحى إليه، ونحن نتبع الوحي الذي أوحي إليه عليه الصلاة والسلام. وهذا ما حرم الله علينا جميعا 1- ألا تشركوا به شيئاً 2- وبالوالدين إحسانا 3- ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم 4- ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن 5-ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق 6 – ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده 7- وأوفوا الكيل والميزان بالقسط 8- وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى 9- وبعهد الله أوفوا 10- حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم —- 11- حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير….. 12- وأحل الله البيع وحرم الربا 13- والإثم والبغي بغير الحق , (السرقة والاغتصاب وكل شي فيه بغي على الآخرين واغتصاب حقوقهم) 14- وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون , 15-إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 16- يعلمون الناس السحر و أخيرا حرم الله تعالى على المسلم التحليل والتحريم دون استناد للشرع ، فقد قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [سورة النحل : 116] و المؤسف اغلب الناس قد دخلوا في حكم هذه الآية ، أبعدهم الله عنا و كفانا عن جهلهم و جهل من يستمع إليهم و يتبعهم .