إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
شعر : صَباً……مِن ….أُمّ سَرحانٍ بقلم: “حسام صايل البزور”
شعر : صَباً……مِن ….أُمّ سَرحانٍ
(عشية الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة)
قصيدة كتبتها في أوائل أيار من العام 2001 بمناسبة حلول الذكرى 53 للنكبة ،حيث هُجّر أهلي من قريتهم أم سرحان جنوب غرب بيسان ،على إثر اتفاقية رودس عام ١٩٤٩وتعديل حدود الكيان الدخيل مع الأردن آنذاك.
كتبت هذه القصيدة بتاريخ السابع من شهر أيار للعام ٢٠٠١م.. حيث كانت الذكرى السنوية الثالثة والخمسين للنكبة على الأبواب.
وفي تلك الأيام جرى عدوان على غزة الثائرة المجاهدة،كما هو حاصل اليوم ،وكانت من ضحاياه طفلة رضيعة فلسطينية
من مدينة خان يونس ،عمرها أربعة شهور.
اسمها ايمان مصطفى حجّو وصلتها شظايا قذائف المجرمين الصهاينة
وهي في سريرها وبيت أسرتها آنذاك.
وها هو المشهد يتكرر، والنكبة تبقى تلد النكبة!!!.
والأطفال والنساء والشيوخ كما الشباب تطالهم أحدث أسلحة
الدمار الأمريكية ،والدور تهدم فوق رؤوس أهلها….والعالم
المتّهم بالتحضر يدعو الجلاد كما الضحية إلى ضبط النفس!!
وأمريكا صديقة بعض العرب ،وحليفتهم تمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي إجراء لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل،وردع
الوحش الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين دون رحمة أو
خجل!!.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! وها نحن نمر بالذكرى الثالثة والسبعين للنكبة ،وغداة عيد الفطر السعيد،وغزة تتعرض للحرب وتدفع ضريبة الدفاع عن الأقصى المبارك ،وما تبقّى
من كرامة أمة تضع رأسها في الرمال وتدعو لغزة وليت دعاء الكل خيراً!!.
صَباً…من…أمّ سَرحانٍ
صَباً……. مِن…. أرضِ جدّي….. يُستَطابُ
يُداعبُني…….. يَطير ُ لهُ…….. …الصّوابُ
صَباً…..مِن…… أم ّ سَرحانٍ………… أتاني
بماء ِ الشَّوقِ……………يابلدي……..يُذابُ
بدمعِ…….. العينِ……. قَرّحَها……. سَخِيناً
تَنَزَّى…كم تَتُوقُ……… لنا …….الهضابُ؟
تَحِنُّ لنا…… كما نَحِنُّ……. لها ….. غراماً!
يُحَرّقُ……… مُهجَتي……فمتى….. الإيابُ؟
بقيتُ على العهودِ………….. وكيفَ أنسى ؟
دمُوعَ أبي؟……….يُرقرِقُها………. العَذاب ُ ؟
بِخيمةِ لاجيءٍ……. . قد صار بيتي !
مَرابعُنا ………..يُنادمُها……. ..الخَراب ُ !!
بِخيمةِ لاجيءٍ ………..أمّا………….. بلادي
مَراتعُ……… غيرِنا …….ما انسَدَّ…… باب ُ!
بطاقةُ… لاجيء ٍ………….عنوانُ…… عيشي
أَنقبلُها؟…………. وَتأنفُها…. ..الكلابُ؟
بطاقة ُ……..لاجيءٍ……….. عَشِقَ… الرّوابي
أيُحرَمُهَا……….وَيُمنَحُها …………..الغُرابُ !
*. *. *. *.
لإيمانَ……. التي…….. ذُبِحَتْ………. عِتابُ!
يُحَرّقنَا …………تُرَدّدُهُ……………….الشّعَاب ُ
يرُوحُ ……صَدىً …….يعود ُ صَدىً…. يُنادي
قِفارَ ………..ضَمائرٍ.. ..هَجرَ …….السّحاب ُ!
قِفارَ ………ضَمائرٍ……… غَطّتْ……. سُباتاً!!
وصَحوتُها ………خَيالٌ……..بل……. سَرابُ!
مَلايينُ………. العرُوبَةِ………… ليسَ تُصغي !!
لدُولارٍ………….فقط…….. سالَ………. الُّلعابُ !
مَلايينٌ……… تُعَدُّ…………..وما………… تُرَجَّى !
فيا………… إيمانُ …….حَلَّ بِهم…………. تَبابُ
سَلِي …….. أطلال َ…….. بيسان ٍ………ويافا
يَغَصُّ ……. بِشَوك ِ حَسرَتهِا………… الرُّضَاب ُ
فيا إيمانُ……… صعبٌ……… نحنُ……. ننسى
مَضاءٌ……….. عَزمُنَا ……..مهما…….. نُصَاب ُ!
*. *. *. *.
يَمِينُ ………المُقسِمينَ……… لسوف َ …نأتي
عواصفَ……… ليسَ…… تَمنعُها……. الحِراب ُ
يَمِين ُ……. الكاظِمين َ….. جِراحَ…….. كَبتٍ
تَمَادى…….. البغيُ…….. قد حَلَّ……. النّصَابُ
فِلسطينية ٌ………. قُذِفَتْ…………. رَصَاصاً!
يُطَرّزُها………..أما……. كُشِف َ……. النّقاَب ُ؟
لمَهدِ………. رَضيعَة ٍ…….. قَصَفُوا….وَقَومي
مَدافِعُهم………….يُغبّرُها …………….التُّرابُ؟
*. *. *. *.
متَى………. كُنَّا …..على الإِذلال ِ….. نُغضِي ؟
متى…….. كُنَّا…… فرائسَ…………….. لانُهَاب ُ؟
إلامَ……؟ وأُمَّتي……. في الذُّلّ……… تشقى ؟
تَقَاسَمَها ………ثعالب ُ…………. أو….ذِئاب ُ؟
تُوَلّي ……….أمرَها………… أصنامَ……. بُلْدا ً!!
يَمَلُّ ………….ثَواءَهُم ……..حتّى…. الذُّباب ُ!
متى……. كأسُ …….الهوَانِ……….. لنا شرابٌ؟
متى ……….يغشى ……عُيونَكُمُ….. الضّباب ُ؟
متى………. أمريكَةُ……… تُهدي…………. إلينا ؟
وُلَاة َ……….النّحسِ؟….. صَولَتُهم……. خِطاب ُ؟
تُمَزّقُنا …………مَهازلُهم ……………….جِدالا ً !
وما غيرُ……. الصُّراخِ……..… لهم….. جَواب ُ!!
صَحائِفُهُم ………..يُخالِجُها………. صَغَار ٌ!!
وهذا…….. الغَربُ……….وافَقَهُ ………..الغُراب ُ!
متَى ………ثَمِلَتْ…….. عُروبَتُنا ………..هَوَاناً؟؟
متَى……… إيمانُ …….مِثلُكِ ………….لا يُجَابُ؟؟
فيا …….إيمانُ……… لي……. قَسَمٌ …….عُجَاب ُ!
أُغَازِلُ………. سَادَتي………غَزَلي…………..سِبَابُ!!
أُغازِلُ………..سادَتِي………غَزَلي…….. سِبابُ!!!
29 بيتا // البحر الوافر.
حسام صايل البزور
رابا / جنين / فلسطين.