الخواطر

صاحبة العطر بقلم: “عاطف صلاح”

((صاحبة العطر))
بقلمي..عاطف صلاح
****************
من كتب هذه الكلمات؟
من كتب تلك الحروف من كتب وسطر هذى النيران التي تحرقني؟
نعم….. تحرقني
تقتلني
تعذبني
وتغلني في جحيم اشعلت ناره قبل ألف سنه
وتحييني
من كتبها؟ الا من اجابة؟ الا من استجابة؟
هل انت الذي كتبها؟ هل انت من كتبها يااا انا؟
ولما كتبتها؟ ولمن؟
أتساءل يا انا فهل تجيب؟
ابعد السنين؟؟؟
ورغم مرارة الحنين؟
رغم الغياب رغم العذاب رغم الغدر والقهر رغم مرارة تلك الايام
ما الذي ايقظك؟
من الذي اتي بك من عزلتك؟ لتسطر الالم في حروف
لما بعثرت رماد الحريق وتراب الموت؛ ونفضت كفيك ظنا منك
ان تعود من جديد ونسيت القلب النازف الشهيد
طنا منك ان تصبح عصفورا يطير
ونسيت انها احرقت جناحيك كي لا تطير
حتى لا تحلق في سماء غير سمائها
فهل من طائر بغير جناحان يطير
**********
يااا ….انا
قد كنت في محراب عشقها اسير
لم تطلب الحرية يوما
ولم تغضب
ولم تثور
كنت رافعا راسك بحبها كدت تعانق السماء
فقد بليت بعطرها فعشقته ادمنته فجرى في دمك وفى الوريد
أيا.. صاحبة العطر.. هل تذكرين؟؟؟
تذكرين حكاياتنا
حكاياتنا
ضحكنا
لعبنا
صمتنا
تذكرين شرودنا.. حزننا.. فرحنا. حلامنا؟
حكاياتنا امام البحر …
ومع القمر
تذكرين القمر؟
كنتي تحلقين فالسماء حول هالة القمر
وكنت احلق في عينيك لاري القمر
************
وبين حديثك صمت كنت اسمعه
ونفضت عنكي ومسحت غبار السنين
طبعااااا …. لا تذكرين
رايتك.. فأزهرت بين يدي فانرتي الطريق
طباعااا لا تذكرين
احييتك بعد رحيل المشاعر منك والاحساس
طبعا لا تذكرين
اما انا؟
اذكر كل شيء
نعم……كل شيء
اذكر كل شيء
اذكر صمتك
المك
دموعك
شكواك
ضعفك
وكسرك
وقهرك
اذكر صمتك اذكر ابتسامتك وفرحك ورقصك اذكر كل شيء
اذكر وعدنا على الوفاء
الوفاء
واين الوفاء؟
اذكر مشينا بالساعات
اذكر كل تفاهتنا نعم كل التفاهات
وقتها قلت لكي انى قبلك لم اعيش ولم اري حياة
فقلتى لى انت الحياة
وما الحياة الا حب كبير يغمرني
وما الحياة الا رجلا يعشقني
وما الحياة الا رجل يسكن تحت جلدي
اتعرف يا وتيني لم اقابل يوما شبيهك بين الرجال
انت الذي احتليتني واسرتني واشبعتني عشقا
وقد كنت بين الاحياء جثة وقد كرهت قبلك معشر الرجال
************
لم يكون لي نصيب في الحب يوما فظهرت لي نورا في الظلام
راقبتك من بعيد وقلت لنفسي أنك لي حلم محال
وسرت نحوك بخطى منكسرة عساي المس طيفك
واعود الى قبري لأنك عنى كنت بعيد المنال
في كل يوم اسير نحوك واقترب ثم اعود وليس معي الا خيال
اخذت يوما طيفك يرافقني طريقي وينير في قلبي الظلام
وقتها …احسست روحي وقد ارتوت من نور طيفك فأزهرت
ان كان طيفك أحياني الا تأتي حتى ولو في أحلامي؟
أيا رجلا عشقته عن بعد اما يكفيك البعاد
لم أفقد الامل يوما في قربك حتى ملكته
رممت كسرى واوجاع روحي المرهقة
كنت مددا
كنت غيثا لأرض جفت ليس فيها حياة واصبحت انت الحياة
أتذكرين؟؟؟
اليس هذا كلامك؟ طبعا لا تذكرين
اما انا فاذكره بل ومحفور في جدران ذاكرتي كنقوش الفراعين
ظننت يوامآ انى قد نسيت، فكيف أنسي وانا في كل ليلة اتحسس جدران ذاكرتي
في كل ليلة ازورك في قبر ذاكرتي فأيقنت ان نسيانك كان وهما، نعم وهما
لا أدري لما أفكر فيكي واستحضرك كل ليلة ولست أدري ان كنت استحضرك انتى
ام استحضر العذاب
***********
اذكر يوما أهديتني هدية قلماً، وساعة، وزجاجة عطر
لم اعرف وقتها أنك قد أهديتني ادوات العذاب
اما القلم فكتب فيكي قصائد العشق وكتب فيكي لوعه الفراق
وكلما نظرت الى عقارب الساعة وجدتها واقفة لا تتحرك، لا في حضورك ولا في الغياب
واما زجاجة العطر الأنثوي فكان فيه انين الذكريات
قلت لي يوما اغار من رابطة عنقك اريد ان اقتلها
فضحكت وقلت تغارين من قطعة قماش؟
قلت نعم انها تحتضن احبالك الصوتية تحتضن انفاسك فتشعر بها قبلي
فطرت كصقر شامخا فوق السحاب
صدقت
صدقت
وياليتنى ما صدقت وياليتنى ما طرت وارتفعت
تعلقت كطفل بأمه قبل ان ترميه على رصيف ليلقي مصيرة المجهول
واختفت
وسالت نفسي هل كان حلما؟ هل كان سرابا؟
هل كان عشاقا؟ هل كان وهما؟ هل كان كذبا؟؟
وطال الغياب وطال الانتظار
والان …. اصبحت انا من يبحث عن طيفك
ابحث ف الطرقات عن بقايا حديثك
بقايا ضحكاتك
بقايا همسك
طويت كل الطرق كل الشوارع.. بحثا عنك
امسيت انااا من يرجو حلما اراكي فيه
سالت عنك المدن ومحطات القطار والمسافرين وحتى العائدين الذين لم يأتوا بك
سالت الهواء الذي كان يراقص خصلات شعرك
وقفت على شاطئ البحر انظر الى امواجه خائفا ان يرى دموعي
خائفا من اجابة لسؤالي قد تمزقني
*************
مشيت في خطوات متلهفة ابحث عن أثر قدميك
ابحث عن أثر عطرك
عن طيفك
لم أجد الا صوت البحر يئن في اذني ليست هنا
انا ايضا بحثت عنها سالت موجي سالت الصخر سالت القمر
كلهم أجابوا ليست هنا
اتعرف يا صديقي؟ كنت اغار منك
حينما كنت تحملها بزراعيك بين امواجي …. نعم كنت اغار
كنت دائما انتظرها لأغرقها بين امواجي ولكني لم أستطع
والان.. انا مثلك يا صديقي
ابحث.. واشتاق.. واحن.. ويجن جنوني وانحت الصخر شوقا ولا املك الا الانتظار
*************
ومشيت مهزوما تاركا خلفي البحر غارقا في الشوق
ان كان البحر قد أحبها فلا تلوموني في هواها
فقد عشقت عطرها
وكعادتي اكتب رسالة وانتظر
اكتبها ليهدا خافقي الذي بين أضلعي
اكتبها لأنام املا ان اراكي في منامي
لكن دون رد ولا حلم وغالبا بلا نوم
تزوقت الخذلان مرارا حتى أصبح رفيقي
وبت ابحث عن النسيان..

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى