النثر
صاحب القرار بقلم: “مرقص إقلاديوس”
صاحب القرار
( حكاية نثر تعبيري ايقاعية )
بقلم..مرقص إقلاديوس
……
مشهد ١
…..
قرر البحر و النهر و السحاب و الصحراء و الجبل ,
أن يعقدوا اجتماعا لمناقشة الأحوال.
ثم قرروا في بداية الإجتماع أن يكون الجبل رئيسا للجلسة.
لأنه عالي و يتمتع طبعا بثبات إنفعالي
مشهد ٢
…….
في البداية أقسم الجبل قائلا..
أقسم بالله العظيم الذي أعطانا الكيان(ا)
أن أدرس بتدقيق مفردات قضايانا,
و أن تكون احكامي عادلة، تزيد فرحنا و تقلل آسانا.
مشهد ٣
…….
اعطى الكلمة للصحراء..
فقالت…
… أنا اتهم النهر بأنه يبدد المياه و يرميها في البحر.
و أنا احتاجها و أبحث في جوفي عنها, احتاج حتى القليل منها.
قال النهر
..لست إلا مرسال,
اسير إلي البحر اسلمه المياه التي تسلمتها من الشلال.
لكني بطبعي أحب الخير و اعشق الخضرة.
لذلك افيض على الضفة فيتحول الطين إلي ثمرة.
مشهد ٤
قال البحر
..إسألوا شريكتي الشمس.
إنها تسخن المياه فتصعد بخرا للسحاب،
فليس من حقكم الملامة و ليس من حقكم العتاب.
قال السحاب
.. إن هذه الدعوى كيدية,
فأنا لا احتفظ بالماء و لكني أرسله مطرا للبحر و النهر و الصحراء,
و الأرض الزراعية.
و لست المتحكم في الزمان و لا المكان
إنه مزاج الهواء تتغير ضغوطه فتدفعني للبكاء
مشهد ٥
……
اهتز الجبل غضبا و صرخ
إننى أعلن إغلاق نظر هذه القضية.
تتهمون الهواء..
فمن ذا الذي يمكنه أن يسجن الهواء ,
و هل يعقل سجن الهواء.
مشهد ٦
…..
لكن أمرا غير متوقع حدث بصورة فجائية,
فقد أخذ على خاطره الهواء و تحول لريح عتية.
و عصف بالصحراء فتغيرت في لحظات خريطة كثبانها.
مما زاد و ضاعف احزانها.
أما البحر فقد جن جنونه,
و راح يضرب بعنف شواطئه، فاجتاحت المياه حصونه.
و صفرت الريح حول الجبل فلم يملك إلا أن يبتسم,
عندما سمع صوت النفير.
لم يكذبوا عندما قالوا إن الكبير يظل الكبير.
و أن فوق الكل الأكبر خالق الكل ,
صاحب الأمر الذي وحده يدير.
ملاح بحور الحكمة
..مرقص إقلاديوس