” صبي الميزان” بقلم: “عادل الارياني”
قصة قصيرة:
” صبي الميزان”
في السابعة من عمره بقسمات بديعة وملابس كثرت عليها الرتوق..
لم يكن يعيش إلا للطموح وكانت جبهته العالية تدل على ذلك الطموح الذي جعله لا يستقر ، فهو كل يوم في مكان من رصيف الشارع الذي يقسم المدينة الى شطرين ، تجده عند مدخل المطعم بميزانه الالكتروني الذي يظهر احجام الناس، وتجده يوما آخر امام صيدلية او محل حلاقة او معرض ملابس
وبجانب الميزان الذي هو مصدر رزقه كان بيده كتاب مدرسي للصف الأول أبتدائي يقرأ فيه اثناء انتظاره للزبائن..
عندما رأيته جال بخاطري ان رصيف الشارع ليس مجاله بل قمم الجبال او صحارى الربع الخالي ، فهذه المخلوقات كالكتل المتينة تعد لكي ترتكز عليها المهام الجسام…
وفي يوم من ايام الحرب وهو يفترش الأرض عند مدخل احد البنوك وقد ارتفع صوت المؤذن بصلاة الظّهر طغى دوي إنفجار مهول لصاروخ أستهدف مستشفا على بعد امتار وطالت عاصفة الإنفجار الصبي بشظاياها التي مزقت جسده الصغير ..وطار ميزانه في الهواء ..
وعندما وجدوا جثة الصبي كان يحلق بنظره بعيدا
كان يتوق للغد لأن الغد بدا اهدأ من اليوم.
بقلم/عادل الارياني- اليمن