القصائد

صراخ إلارقام بقلم: ” توفيق ألفاطمي توفيق”

صراخ إلارقام
كيف لي أن أستقبل ذلك القادمْ
الذي يتعثّر في طرقات المجهولْ
وهو يتعكّز على كومة من الجراحْ
أراه يتسلّل خلف الظّلامْ
وهو يرتدي الأحزانْ
سيأتي رغما عنّي وعن الجميعْ
لا بدّ أن أستقبله مجبرًا
الرّاحلُ منح قلبي سعادةً غير مكتملةٍ
رضيتُ بذلك ثمّ اِبتسمت قليلًا
لكنْ ، عاد وأغرقني في بحور تضجّ بالجراحاتْ
إذن سأنتظر ذلك القادمْ
لعلّه يخبّئ لي بعض السّعادة
لكنّني أعلم أنّه لا يحمل إلّا تاريخًا وكفنًا ومعولًا
لكيْ يدفن ذلك الرّاحلْ
بعد أن يجرّده من ثياب الحزنْ … ويصلّي عليه صلاة الغائب الذي لايعود أبدًا
وفي آخر السّاعات في اللّيلة الأخيرة تبدأ مراسيم الدّفن و الولادة
في تلك السّاعة يجتمع المتناقضانْ
يتسلّم القادم مقاليد الحكم وهو يرتدي الأيّامْ
ويبدأ ذلك القادم بتدوين الحوادث التي تختبئ بين سطور الأرقامْ
قد تكون مؤلمة فيتّهم بسوء الطّالع ويتّهم أنّه سيّء
وينعت بكل الصّفات السّيّئة وهو لا يمتلك إلّا الصّمتْ
هو مجرّد رقم ونحن البشر سيّئونْ
نحن من نرتدي الخطايَا
نحن من نراقص المعصية على منصات الذّنوبْ
نحن الذين ألف مرة في اليوم نتوبْ
نحن الذين أغرقنا الأرض بدماء الحروبْ
نحن الضّائغون بين الشّروق والغروبْ
بين النّصيب والقدر والمكتوبْ
طرقاتنا لن تلتقي ، نتّهم الشّمال تارة وتارة أخرى نتّهم الجنوبْ
نحن من نقشنا الخطايا على جدران الزّمن ندوبًا فوق ندوبْ
هو مجرّد شاهد على تلك الأحداث وبخطايا البشر مصلوبْ
يوما ما سيخلع أثواب الصّمتْ وينطق أمام محكمة الزّمنْ
إنّني بريء من كلّ الذّنوبْ
بريء من سوء الطّالع الذي نقشتموه فوق الدّروبْ
أنا مجرد رقم

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى