“صوت يجرح صمت الليل “….سكينة خليل الرفوع
في هَدْأةِ المساءِ ، تسيرُ مراكبُ البوحِ بسكونٍ ، فنسماتُ الهوى تفتحُ أشرعتها لأمواجِ البحرِ ، تُغريها بالأمانِ ، فتسترسلُ في حديثٍ يتمردُ على الوقتِ .
أرقٌ يقتحمُ خلوةَ الصّمتِ ، يقضمُ بأنيابِهِ لحظات الصّفاءِ ، في ليلٍ تتلالىءُ فيه ظلالُ القمرِ وقد انعكستْ على صفائح الانتظارِ ،
آمالٌ ضالةٌ تبحثُ عن بوصلةٍ تهتدي بها لتصلَ إلى طريقٍ أضاعته منذُ أمدٍ بعيدِ ، تشدو بأغنيةٍ تحملُ بيارقَ مهشمةً تلوحُ بحلمٍ أرهقه الوهنُ ، تذروه رياحٌ مثقلةٌ بوعودٍ مؤودةٍ .
حمائمُ السّلامِ تُحلّقُ فوقَ مفازاتٍ التّيهِ ، تقتفي أثرَ الحرية في أحلامِ جيفارا ، تهربُ من أدغالِ
القلقِ، ومن ظلمةٍ تُطفىءُ اللهفةَ في عيونٍ تترقبُ بزوغ الشمسِ؛ لتشربَ نبيذَ الحياةِ حدّ الثمالةِ،
تواصلُ البحثَ لإشباعِ نزوات الفرحِ ، تتوقُ لغدِ لا يكونُ بعيداً ، هناك يعلو صوتٌ يجرحُ صمتَ الليلِ ، يشقُّ صداه مداءات الوجلِ في لهفةٍ أيقظتْ يخضورَ الشّجاعةِ ، لتكونَ صرخةَ حقٍ تثأرُ للإنسانيةِ من دياجير الظلمِ .
سكينة خليل الرفوع
السبت 22 أغسطس 2020
الأردن – البحرين