ضحكٌ .. بكاء ! بقلم الكاتبةالمبدعة عهود عدنان نايلة
ضحكٌ .. بكاءْ !
هناكَ ألف قدّاسٍ وألف حينَ تطرقُ الأجراسُ في القلبِ.. بكلّ ما يؤتى من وجعٍ ومن رباطِ الألم .. القدّاسُ : حيّ على الفرح ، والنّفسُ هائمةٌ ما بينَ هتُافَين سماويّين في الحكاية ! تنتفضُ الرّوحُ لامذبوحةٌ ولا حيّةٌ ولا استثنائيةٌ … عاديّةٌ ينتابها بعض الضّحك أقصد البكاء … لا تستطيعُ الرجوع ولايشدّها للأمام أيّ منفى .. منأى .. لا يهمّ .. تسقطُ مسلّةُ القلبِ تحتَ خيمةٍ يهزّها ضحك وليدٍ .. اللعنة أقصد البكاء ….. لكنها لا تنكسر !
صوتُ الحصارِ الدّاخليّ لا يؤثركَ على قطيعِ الأمنيات التي تجرّها بعشوائيّةٍ نحو الحقلِ وتسقطها إيقاعًا لا شرقيًّا ولا غربيًّا ولاحولَ ولا قوةَ له بك أبو بلغتكَ التي تخفُّ بكَ ضحكًا بل بكاءً ولا تتركُ لك حتى ظلّكَ تحت شجرةِ سدرٍ يتفيّأُ أبناؤكَ رؤياكَ تحته .. أقصد تحتها.. أنت تتقيّأُ الأملَ حينَ يخونك حاضركَ زاهدًا بهويّتكَ ماضيًا فيما يجب عليه أن يمضي .. مغرورقًا في الضّحكِ.. اللعنة ثانيةً أقصد البكاء ..
مرّةٌ أنتِ أيّتها الحكمةُ .. غوايتك .. طريقكِ .. غيّكِ .. ذروة علاقتي بك لا تشبه شيئًا ! أليس لديكِ من الوقت من تخطّين به صكَّ حرّيتي منك أو عبوديّةٌ قسريةٌ تقحمينها فيَّ وأمضي؟ يفوتكِ خريفٌ .. خريفٌ آخر .. خُرُفٌ كثيرةٌ تتدحرجُ ككرةِ طفلٍ نحو الشّارع المعبّدِ المرصوفِ بمارّةٍ يمرّونَ ولا يمرّون… يمشونَ ولا يعبرون .. يعلقونَ في تيهٍ مستبدٍ ولا يقطعُ تلكَ الفصولِ في تدحرجها شتاءٌ أو ربيعٌ أو نبيذٌ معتّقٌ بالضّحكِ … ألف لعنةٍ – أقصد البكاء ! البكاءُ حدَّ البكاء .. البكاء حدّ الاستثناء .. البكاءُ حدّ الطّبيعة .. البكاءُ حدَّ الهياكل .. البكاءُ حدّ المساجد .. البكاءُ حدّ ظلّ الله في الأرض .. البكاءُ ضحكًا حدَّ الضّحك بكاءً ….. وتنتهي الحكايةُ هنا؟!
فلسطينُ : بيّاراتُ البرتقالِ تختارُ مقهى على أبوابِ واشنطن العتيقة !
بغدادُ : فرقةٌ من الأزيديات تنتعلُ بواقي الكتب التي أحرقها المغول لتؤدي ((الرقصة الأخيرةَ )) في اسطنبول ولا تنتظرُ أحدًا على ليسرجها باللازورد على باب البحر !
صنعاءُ القديمة: يشدُّ الجامعُ الكبيرُ رحلَ صلاتهِ إلى سفينةٍ حربيّةٍ في نيويورك إثرَ ضياعِ بندقيّةٍ فضيّةٍ مرصّعةٍ بالعقيق كانَ التّحقيقُ قد أغلقَ دونَ معرفةِ الفاعل .. الذي رجحت المملكةُ أنّهُ كانَ طفلاً قتلهُ (القاتُ) لاستهتارِ والدهِ المدمنِ في رميِه أمامه قبل أن يذبح على عربون وطنٍ .. لا ينهار !
القاهرةُ : 6-يوليو/ شجرةُ السّيدة مريم تمَّ اعتقالها في روما.. وفي المرافعةِ ترفضُ الدّفاعَ .. تنحني لهيئة المحلفين : لستم في عداد الأحياء.. ولا الأموات … شكرًا للحياة!
دمشقُ : الشّهيّةُ البهيّةُ … الرّسولةُ المُختارةُ .. الغزالةُ .. حشيشةُ القلبِ .. الهاويةُ والمرتقى .. القصيدةُ والكتاب … يا قلبُ خذني … يا قلبُ عِدْني .. ياقلبُ.. الأمويٌّ دارَ أوبرا فدراليّة في موسكو ……… آآآآآآآآآآآآآآآآآهٍ يا قلبُ مُت! يا قلبُ ماذا أقولُ حينَ أُسألُ عن اسمي؟ عن قبلتي.. وعن زمرةِ دمي؟
ليتها وقفت الحكاية.. بكاء.. ليتها لم تبدأ .. ضحك … ليتني لا أسمعُ هتافًا ولا أنينًا ولا أمل !
عهود عدنان نايلة
18-حزيران-2020م
الأردن – سوريا/ الإمارات