القصة
طلاسم بقلم: >”أمينة أحمد حسن”
الكاتبة: أمينة أحمد حسن
قصة قصيرة بعنوان(طلاسم)
********
★ألن تُفكرى فى الأمر يا ابنتي،فهذا هو العريس العاشر الذى ترفضينه من اللقاء الأول ،دون حتى أن تطلبى لقاءا آخر!
★لا أعلم يا أمى،ولكنى أشعر بعدم الإرتياح دوما ، أشعر بالقلق ، ولا ينتهى هذا الشعور إلا حين أرفض.!
طأطأت الأم رأسها فى أسى وحزن ،لحال إبنتها ، ثم تمتمت بالدعاء لها ..وقالت :
★تصبحين على خير يا سارة
★تصبحين على خير يا أمى.
لاحظ والد سارة أن والدتها بها شىء. . فسألها :
★ما بكِ يا أم سارة؟!
★أشعر بالحزن لحال سارة ، وأريد أن أذهب بها لأحد الشيوخ ليقوم برُقيتها.
★أتظنين أن إبنتنا مسحورة ؟!!!
★لا أعلم ولكنى أخشى عليها.
★لا تقلقى سيكون كل شىء بخير
★يارب
مرت عدة شهور…..
نادت سارة على أمها بفزع …
★أمى أنظرى ماذا وجدت !!!!!
★ماهذا ، وأين وجدتيه؟!!
★وجدت ثقبا فى وسادتى ، وعندما حاولت إغلاقه ،وجدت هذا الشيء داخل وسادتى!!!!
وقفت الأم مصدومة ، فقد كان ما وجدته سارة شيئآ عجيبا مغلف بعدة طبقات ، وبداخله قصاصات ورقية ، نُقِشت عليها أشكال غريبة ، ورسومات مبهمة ،وطلاسم ليس لها أى تفسير !!!!!
نادت الأم على والد سارة ليرى ما وجدوه ..
★ألم أقل أن إبنتى بها شىء ، انظر ماذا وجدنا فى وسادتها(قالت الأم جملتها وأجهشت بالبكاء)
الأب ينظر إليهم وإلى ما وجدوه فى ذهول ، أما سارة تقف مرتعدة تتخبط أسنانها ببعضها !
قال الأب :
★سأقوم بإحضار الشيخ معاذ إمام المسجد ،ليفيدنا برأيه .
الشيخ معاذ ،رجل خلوق ، فى ريعان شبابه ، ملتزم ومحبوب من الجميع ، وقد كان من ضمن من تقدموا لخطبة سارة منذ سنوات ..
حين رأى الشيخ معاذ ما وجدوه ، إبتلع ريقه ، وقال :
★لا حول ولا قوة إلا بالله
كررها عدة مرات …
ثم قام بإحراق الشىء الذى وجدوه ، وقام بقراءة بعض آيات القرآن الكريم.
ثم وجه حديثه لسارة قائلا:
★لا تخافى يا سارة ، لا شىء يحدث إلا بإرادة الله ، وعلى الإنسان أن يتمسك بالصلاة ، وقراءة القرآن ، والأذكار ، ولن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له.
قالت الأم :
★ولكن من الذى قام بهذا السحر لإبنتى ، أرجوك قل لى يا شيخ معاذ
★لا يعلم الغيب إلا الله يا أم سارة ، وقد تم إبطال مفعول السحر ، لا تقلقى .
مرت عدة شهور أخرى……
جدد الشيخ معاذ طلبه بالزواج من سارة ، ووافقت سارة ، والفرحة تبدو عليها ، والسعادة بدأت تتلألأ فى عينيها.
تزوج العروسان ، وعاشا حياة هنيئة
مرت شهور وشهور…
مرضت زوجة عم سارة ، وذهبت لزيارتها مع زوجها…
إلتفتت المريضة إلى سارة قائلة:
★لقد إقترفت خطأ فى حقكِ يا سارة ، وأرجو أن تسامحينى ، فأنا على فراش الموت كما ترين …
نظرت إليها سارة باستغراب قائلة:
★ماذا تقصدين يا زوجة عمى ، عن أى خطأ تتحدثين؟!!!!!!
★أتذكرين منذ سنوات عديدة حين تقدم إبنى لخطبتك وقمتى برفضه؟
★نعم أذكر
★حينها جُن جنونى ،لإن إبنى كان متعلقا بكِ جدا، فوسوس لى الشيطان ، وذهبت للدجالين ، وسحرت لكِ، ووضعت السحر فى وسادتك ،ولكن الله عاقبنى على فعلتى ، وها أنا أصارع المرض ، وفشل زواج إبنى ،وطلق زوجته ، حتى إبنتى فشل زواجها.
سارة لا تستطيع النطق من هول الصدمة
رد الشيخ معاذ قائلا :
★لقد إنقلب السحر على الساحر ، إنقلبت فعلتكِ عليكِ ، كيف سولت لكِ نفسكِ فعل هذا ؟!
★كنت أخشى على إبنى من أن يحترق قلبه لو رآها تتزوج من غيره.
★كان من الأجدر بكِ ، أن تخشى الله أولاً.
أخيراً استطاعت سارة أن تتمالك نفسها …
وجهت كلامها لزوجة عمها قائلة:
★فليغفر لكِ الله فعلتكِ
خرجت سارة وزوجها ،متجهين نحو منزلهم ، لاحظ معاذ شرود سارة ..
فقال لها :
★سأكرر لكِ دوماً،لا شىء يحدث فى هذه الحياة إلا بإرادة الله ، ومادام الله معنا ، فلن يضرنا شىء.