عاشق مشاغب بقلم: نور الدين بنعيش
عاشق مشاغب
******
من كلي شيئ انا
غاضبُ
حتى من منِّي
أنا هاربُ
فلا ملاذ لي سو ى
شمس الاصيل أطمع
في حُنوّها الدافئ
ما أنا فيه إلا راغبُ
وراءها أُخْفي مواجِعي
ووراء مسائِها واجمًا
أرْقب هوايَ الذاتي
مستسلما يحضنني التأمل
مطلقا العنان لطرفي
أراقبُ
حسناء ملكت قلبي
فأخلصت لها الود
فكانت لي الحبيب
الوفي والصاحب
عقدت معها هدنة
لا تصادر مني
أحلامي
اركبها متى أشاء
ولا تكدر صفْو أيامي
أعيشها بالكيفية التي
أشاء…
لا كما هي تشاء!
حتى فوجئت بها
يوما أمامي
مقبوضة ترتعش
في قبضة البحر
رهينة كما الموج
مجبرة تلاعبُ
آنا مدا غدر بها
قذفها إلى شاطئ
كانت قد نسيتْه
ونسيتْ أنّه يحتاج
الى أن يحتاج إليها
لتعبثَ رمالَه بضفائِرها
كما يعبث بخصلات معشوقة
عاشق مشاغبُ
وآونة تجد نفسها
مُكرهة مغلوبةً
على أمْرها بمرارة تداعبُ
جزْرا لعله يتوسل لها
عند قلبي فيعفو عنها
كعادته يصفح ولا يعاتب
ليت شعري هل جنِنْتُ بها؟
أم أصرّ جنونُها عليَّ
فتضاعفت نوبات جنوني
فاهتز اللسان …
وراح اليراع يضاربُ
بكلمات لم تعد كما
كانت من قبل
صمتا سكن فييَّ
فسكنتُ في سكونه
حينما سكن السمر
وهجع الليل
ثم أطل النجم الغائب
قبل أن أصرخ ملء صوتي
وأجيئ معي بطوفان
من الكلام!
أتكلم وأتكلم ثم أتكلم
تدربت طويلا على ترتيل
آيات الغرام!
فوق محراب العاشقين
كعارف بلغة رهبانية
تتهجى واقع حالي
و بأبجديات الصمت
أخاطبُ
راهبة نأت عن دنياي
فرقت بيني وبينها
المذاهب
أناشدها أن تعود اليّ
تدافع عن حِمى هواي
وفي كل أوقات الوقت
تحارب
وهْما سرقها مني
غيّبها عني…
فعمَّق جفاؤها جراحا
تنزف وجعا مجروحا…!
قوّى ضربات أنيني
فتناسلت الآلام!
وزادت المتاعب!
الشاعر نورالدين بنعيش 26/09/2022