أخبار أدبيةأخبار وفنون

الكاتب عبد العزيز همّاك و عودة بلا توقّف

تتميز الساحة الأدبية مؤخرا بظهور وجوه جديدة شابة لم يسلط عليها الضوء بعد
وفي ظل ظروف الوباء التي نمر بها وحالات الوفاة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار يوميا،و وسط ذهول وحسرة إنتشرت أخبار رحيل الشاب عبد العزيز همّاك عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعد معاناته الكبيرة وصراعه مع المرض تاركا وراءه مولودا جديدا لم يحضى برؤيته،
وذلك ما أحدث ضجة كبيرة بين أصدقاءه ورواد وسائل التواصل الإجتماعي

عبد العزيز هماك:
من مواليد 12 مارس 1997 الساكن بقرية أولاد مرزوق تابعة لبلدية برهوم ولاية المسيلة

طالب جامعي متحصل على شهادة ليسونس في إختصاص علوم وتكنولوجيا
حيث أقدم هذا العام وقبل ساعات من وفاته ليحصل على ديبلوم من جامعة المسيلة.

تواصلنا مع أحد أصدقاءه المقربين من الكتاب ليزودنا ببعض المعلومات عنه
ليسرد نزفًا عفويًا صادقًا:

عبد العزيز همّاك ذلك شاب المهمش المنسى الشاب الطموح كان يعاني من الفقر من جهة والمرض من جهة ولم يتوقف هنا فقط كان يعيش وحدته الموحشة لأنه كان يرى
أنه إنسان غير مرغوب فيه حتى التنمر لم يرحمه
تعرفت عليه في فترة ضياع كبيرة حاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه لأنه يأس من الحياة كوني كاتب حاول مساعدته في القراءة والكتابة لأني وجدت أن له قابلية في هذا المجال لإخراجه من مستنقع الكآبة والفشل الحمد لله أصبح يتبع نصائحي مع الأيام تحسن كثيرا اصبح يكتب الخواطر وكان حلمه أن يألف كتابا.
كان هدفه أن يصبح كاتبا عظيما ليخبر الجميع أنه ليس فاشل بل شاب طموح وناجح قبل شهر من وفاته ارسل كتابه للدار النشر
وهو عبارة عن خواطر وقصص
بعنوان “عودة بلا توقف” لكن للأسف كان ذهاب بلا رجوع
هماك عبد العزيز كان ينتظر صدور كتابه الاول لكنه مات ولم ير كتابه


مات وهو يخبرني أن هدفه، أن يصبح كاتب عظيم ليكتب أسمه من ذهب.

وكان هذا آخر ما أرسله لي
و كأنه يشعر بإقتراب أجله :

لا أعلم ما الذي فعلته
لا أعلم ان فعلت الصواب او الخطأ
لا أعلم .لا أعلم .لا أعلم شيئا
قلبي ليس مرتاحا. كان شيئا سيحدث
نعم سيحدث قريبا .لا اعلم جيد ام سيء
عقلي مشوش
يعيش تناقضا مع نفسه
جسدي كأنه يعيشه شخصين
الأول إيجابي متفاءل يحلم بحياة ناجحة
أما الثاني فمحبط لما يعتقده الأول
أكاد أصاب بالإنفصام، نعم الإنفصام
ـــــــــــــــــــ
العنوان :ليس الفقر عيبا
أين نعيش نحن البشر
أظن أننا في في مزبلة آخر العصر
فقد أصبح الفقر عيبا
أصبح عيبا
منذ أن صار الغني يحتكر الفقير . وإن حاول التصدق عليه يلتقط لنفسه الكثير من الصور …رياء الناس
و تناسى كرامة تلك العائلات المحتاجة وعزة نفس المسكين
وكأنهم لم يكونو يوما من البشر
أصبح عيبا
منذ ان احتكرت الفتيات الفقير ..ورفضن زواح به، فقد عميت عيونهم بأصحاب النفوذ والسيارات الفخمة
أصبح عيبا
منذ أن أصبح الأولاد يحتكرون أباءهم و
أمهاتهم ويخجلون بهم أمام أصدقاءهم،
أنتم مخطؤون إن قلت أن كل غني رجل
فالرجولة لها قيمها
أو إن كنتم تظنون أن كل فتاة تلبس أفضل الماركات يمكنها أن تكون ربة بيت
مخطؤون إن حسبتم أن كل ولد يتربى في غنى يكون صالحا
ليس الفقر عيبا
فقد صنع رجال… أنبت بين جدرانه المتهالكة ..تلك البذرة الصالحة ..تلك الأنثى بألف رجل ورجل .. هيبة وأصالة …وكانت عند النداء فساهمت في تحرير الوطن يوما …وربى اجيال من بعدها
ليس فقر عيبا
فكم من عائلات صالحة تنعم في سعادة ولدت من رحم الفقر
شاء الفقر أن يكون قدري
شاء أن أكون قبطان سفينته
لكن غرقت في بحر الهموم والغموم
تعرضت لقذائف الإستغلال…الإحتقار والشتم والإحتكار وبالرغم من ذلك ظللت النجم اللامع في ليلة صيف هادئة
أحرقت أحلامي وخرجت للشارع لبيع نفسي بلا ثمن
تسابقت مع شروق الشمس مرتميا في زقاق هذا المجتمع المعاق والمعيق لاقتات مايسكت جوعي…كأني غريب عنه
آآآه أمي دين ليس ديني ..أنا أعيشه
وأنا أحمله
فلماذا يا ربي …لماذا قدري أن أولد فقيرا
فلماذا الكل ينظر إليا كأني أحد مشاهير هوليود
الكل مندهشون من ملابسي لم أخنها يوما
أو للون بشرتي الذي يميل للون الشكولاطة
كأن لي دنانير أشتري بها حلاوة أتذوقها حتى أشتري كريم يقيني لهيب شمس…أو لهيب الناس
ما أتعس حياتي مامدى معاناتي ما أغبى تفكيري

ــــــــــــــــــــ
تعيش في قرية نائية لا يكاد يصلها الماء ولا الكهرباء، بين الوحوش البشريّة التّي لا ترحمك أعينهم ولا ألسنتهم. أبوك فقد عمله إثر إصابته بحادث في رجله. وأخوك رحل بعيدًا محاولًا تغيير قدره. وأنت في مرحلة البكالوريا واقع في موقف صعب، بين الدّراسة لنيل شهادة البكالوريا أو التّوقّف للعمل من أجل ألّا ينقص أمَّك وإخوتَك الصّغارَ شيء”.

الكاتب عبيدة علاء الدين

رحل الكاتب عبد العزيز و رحلت أحلامه وطموحاته معه
ولكنه خلد اسم «عبد العزيز همّاك» وكتبه بحبر من ذهب.

أ/ عبلة لفتاحة سفيرة الإعلام العربي في الجزائر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى