المقال
عصفت بهن عاطفة بقلم: “عبدالمجيد محمد باعباد “
الكاتب عبدالمجيد محمد باعباد
(عصفت بهن عاطفة)
من هنَّ؟
(المتجملات)
ليس لهن من دوني كاشفة،
من هنَّ؟
حسناوات البادية نحافةً ورقةً وخفةً؟
لا من هن؟ جميلات الحواضر رشاقة وتحافة؟
لا من هنَّ؟ جميلات الحسن خلائق تحفة؟
لا من هنّ أواسر الطرف رموش قصفة؟
لا من هنَ كواسر الدهر أناث نطفة؟
لا من هن أوانس الإنس أنسة وألفة؟
لا من هنَّ غوانج القول لهفة؟
لا من هنَّ نواعم الجسم نحفة؟
لا من هنَّ بواسق الطول شرفة؟
لا من هن مسرفات العمر ترفة؟
لا من هن خفيفات العقل سرفة؟
لا من هن طريفات الجمال تحفة؟
لا من هن سواكن القلب رجفة؟
لا من هنَّ عوامر الفؤاد شغفة؟
لا من هنَّ؟
ليس لي عذب نميرهن رشفة؟
ليس لي نبع حياضهن نشفة؟
أعذني الله نسوة (إسفنجة)
(بوشة يا بوشة)
لهن في إطراء الوجوه (فرشاة)،
لهن في إغراء الحياة بواذر(نفشة)،
ولهن في حمر الشفاه ألوان ريشة،
ولهن في شغاف القلوب أيما وحشة،
ولهن في دعج الجفون دلوج غبشة،
ولهن في غنج الكلام أنغام دوشة،
ولهن في شغف اللقاء رعاش رعشة،
ولهن في حجل المساء أنفاس عطشة،
ولهن تحت جمال السماء روعة دهشة،
ولهن في ظمأ الرضاب هطول شن رشة،
ولهن في أكف الخضاب ورود نقشة،
ولهن في تفاحة الخدين أفواه خشفة،
من هن يا صديقي هل تعرفهن؟
لا هن الحسناوات الحسينات؟
لا الجميلات المتجملات؟
لا هنَّ نساء أدميتي بطبيعة خلقتهن، جبلن على طبيعة التجمل فطرة، وخلقن على قلبهن أغشية شفافة، سرعان ما ينخرقن بهن رهفة، ويخترقن أحشائهن لهفة وخفة، ويمتلأن صدورهن عاطفة، ويكتسين نفوسهن رأفة، ويحملن أرواحهن خفيفة وثقيلة في آن واحد قلوبهن نابضة مرتجفة، وأفئدتهن فارغة وآرفة في آن واحد مشاعرهن متلطفة متردفة، وأحاسيسهن منبعثة متوقفة، وطباعهن شغوفة أليفة في آن واحد أجسادهن ناعمة مهفهفة، وطينتهن رهيفة أهيفة، وجمالهن آيات تحفة، يجعلن الدنيا متعة، يبهجن الحياة شرعة، ينعشن الوجود خدعة، يطرين الأنام روعة، عيونهم بواعث لوعة، أذانهن سريعة مستمعة، يختطفن الحديث سمعة، يخرجن الكلام دفعة، ويجهشن البكاء دمعة فدمعة،سلعتهن غالية، بضاعتهن مالية، ثغورهن حالية ولكن يهجبني في الرجال طباع التجمل، ويقهرني في النساء سمات الجمال وطبيعة التجمل فيهن طاغية.