عظمة ..اسماء الله الحسنى بقلم الأديب د.سيد غيث
……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ……………………..
.
__________(( عظمة ..اسماء الله الحسنى ))___________
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة .. والمسرات .
٠
المقــدمــــة:
إن العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا من أشرف العلوم وأعظمها
فمَنْ أراد أنْ يتعرَّف على عظمـــــة (الله) في ذاتــــه.. فلْيتأمَّـلْ فــي
عظـيم أسْمائـــه وجليل صفاته فمِنْ عظيم أوْصافه عِلْمــه الواسـع
الذي أحاط بالموْجودات في بَرِّه وبحْره وسمائه.. فلا يَخْفــــى عليْه
شيْءٌ مِنْ أمْرهم في الارض ولا في السماء وهـــو اللطيف الخبـير
الهي .. ان الطافك احاطت جميع الموجودات .. وعمت كل الكائنات
وان لك من الرحمات ما ان سرت في قلب غافل ايقظته ..او ســرت
الى عبد اذن قربته..فنسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان
تغفر لنا وترحمنا برحمــتك التي وسعت كل شيء .
أسماء الله الحسنى هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد الله وصفات كمال
ونعوت وأفعال حكمة ورحمة يدعى الله بها للتقرب لعظمته وجلاله.
وهي أصل من أصول التوحيد، في العقيدة الإسلامية لذلك فهي روح الإيمان
وروحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته إزداد
إيمانه وقوي يقينه.
لذا وجب تجاه أسماء الله الحسنى الإيمان بها والإيمان بما دل عليه الاسم
من المعاني، فمثلاً: نؤمن بأن الرحيم اسمٌ من أسماء الله تعالى، ويجب أن
نؤمن مع ذلك بأن هذا الاسم دالٌ على صفة من صفات الله وهي صفة
الرحمة، فهو رحيم يرحم عباده؛ فإذا آمن العبد بأن الله رحيم يرحم عباده
وجب عليه أن يطلب من الله الرحمة، وأن يرجوها، ولا يقنط منها ..
<<>>
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال .. قــال: رســول الله صلـى الله
علــيه وسلـم ((ان لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائــة غير واحـــد
من احصاهــا دخل الجنة)) صدق رسول الله (وَلَئِن سَأَلْتَهُــم مَّنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُــنَّ اللَّهُ) وقال تعالى:(هَلْ تَعْلَمُ لَـــهُ سَمِــيًّا)
ولهذا لم يثن اسم الله ..ولم يجمع ولمّا كان هذا الاســم في هــــذا
الاختصاص بالله تعالى على هذا الوجه وجب أن يكون أشرف أسـماء
الله تعالى. إن هذا الاسم هو الأصل في أسماء الله سبحانه وتعالى
وتجري بقية الأسماء معه مجرى الصفات مع الأسماء .
وتتضح أهمية معرفة أسماء الله إذا عرفنا أن شرف العلم من شرف
المعلوم وعلم الأسماء والصفات يبحث في معرفة الله تعالى بأسمائه
وصفاته وأفعاله معرفة توجب تعظيمه وإجلاله .
..قال تعالـى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
فهُوَ:(اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُــدُّوسُ السَّلاَمُ
الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ -الْجَبَّارُ- الْمُتَكَبِّرُ -الْخَالِقُ- الْبَارِئُ- الْمُصَوِّرُ
الْغَفَّارُ- الْقَهَّارُ-الْوَهَّابُ- الرَّزَّاقُ -الْفَتَّاحُ -الْعَلِيـــمُ -الْقَابِضُ- الْبَاسِطُ
الْخَافِضُ- الرَّافِـــعُ- الْمُعِزُّ الْمُــــذِلُّ السَّمِيعُ- الْبَصِيرُ- الْحَكَمُ -الْعَدْلُ
اللَّطِيفُ-الْخَبِيرُ -الْحَلِيمُ -الْعَظِـــيمُ-الْغَفُـــورُ الشَّكُورُ-الْعَلِىُّ- الْكَبِيرُ
الْحَفِيظُ- الْمُقِيتُ -الْحَسِيبُ -الْجَلِيلُ -الْكَـــرِيمُ -الرَّقِـــيبُ -الْمُجِيبُ
الْوَاسِعُ- الْحَكِيـــــمُ- الْـــوَدُودُ -الْمَجِيدُ- الْبَاعِثُ- الشَّهِـــيدُ -الْحَقُّ
الْوَكِيلُ-الْقَوِىُّ الْمَتِيـــنُ- الْوَلِــــىُّ- الْحَمِــــيدُ- الْمُحْـــصِى- الْمُبْدِئُ
الْمُعِيدُ- الْمُحْـيِى -الْمُمِيـــتُ -الْحَــــىُّ- الْقَيُّومُ الْوَاجِـــدُ -الْمَاجِـــدُ
الْوَاحِدُ-الصَّمَدُ -الْقَادِرُ- الْمُقْتَـدِرُ -الْمُقَــــدِّمُ -الْمُؤَخِّرُ-الأَوَّلُ- الآخِرُ
الظَّاهِرُ -الْبَاطِنُ -الْوَالِــــى- الْمُتَعَالِى -الْـــــبَرُّ -التَّـــوَّابُ -الْمُنْتَقِمُ
الْعَفُوُّ- الـــــرَّءُوفُ- مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَـــــلاَلِ وَالإِكْرَامِ- الْمُقْسِــطُ
الْجَامِعُ -الْغَنِىُّ- الْمُغْنِى-الْمَانِعُ-الضَّارُّ-النَّافِعُ النُّورُ-الْهَادِى- الْبَدِيـعُ
الْبَاقِى الْوَارِثُ -الرَّشِيدُ-الصَّبُور ).
<<>>
= يقول الشاعر:
لطيف بالوجود وبالبرايـــــا <><> محيـــــط بالدقائــــــق والخفايا
ولولا لطفه خسروا وضلوا <><> وما سلكوا الطريق الى العطايا
بكينا بالدموع رجــاء لطف <><> يرينــــا ســـر غفــــران الخطايا
<<>>
= أول اسماء الله الحسنى (( الله )) جل جلاله :
أن اسم (الله ) مستلزم لجميع معاني أسمائه الحسنى دالّ عليهــا
بالإجمال وكلاّ أسمائه وصفاته تفصيل وتبيين لصفات الألوهيـة التي
اشتق منها اسم الله واسم الله يدلّ على كونــــــه سبحانه وتعالى
واسم ( الله) له خاصية عن سائر الأسماء وذلك أن ســـــائر الأسماء
والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنها الألف واللام ولهذا لايجوز
أن يقـال: يالرحمن بل يقال يارحمن ي أما هذا الاسم فإنـــه يحتمل
هذا المعنى الصحيح فيصح أن يقال يالله وذلك أن الألــــف واللام في
هذا الاسم صارا كالجزء الذاتي فلا مجـــــــال لإسقاطهما حال النداء
وفيه إشارة لطيفة وذلك لأن الألف واللام للتعــــريف فعدم سقوطها
عن هذا الاسم يدلّ على أن هذه المعرفة لاتزول أبدابزوال الصفة.
= يقول الشاعر:
باسم الالـــه الذي آياتــــه شهدت <> ان الوجود عديــم الشان لولاه
فذي الشموس وذي الاقمار باهرة <> وذي الكواكب تجريهـــا عطاياه
كل الوجود قــــد ازدادت عوالمـــه <>واطلقت في عجيب النطق(الله)
من البحر ( البسيط) ..
<><<>><>
= من اسماء الله الحسنى (( الرحمن )) جل جلاله
لقد ورد اسم (الرحمن) في خمسة وأربعين موضعا من القـرآن الكريم
و(الرحمن) في اللغة : صفة مشبهة وهي أبلغ من الرحيم .. والرحـمة
تقتضي الإحسان وتكون بالمسامحــــة واللطف أو المعاونــــة والعطف
والرحمةوهـي من صفات الأفعال والرحمن اسم يختص بالله عـــز وجل
ولا يجوز إطلاقه في حق غيره .
٠
ان تحدق الكربـــات انت رحمــن <><> يا راحم الخلق والاقـــدار طوفان
ان يظلم الليل جاء الفجر منبلجا <><> فما يدوم لــــه حـــــال وسلطان
عناية الله عمت كل مـن درجوا <><> على البسيطة ان الله ( رحمن )
من البحر ( البسيط) ..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى (( الرحيم )) جل جلاله ..
اسم الله(الرحيم) قد اقترن باسمه الرحمن كما تقدم في ستــة مواضــــع
من القرآن .
و (الرحيم) في اللغة : هو من صيغ المبالغة فعيل بمعنى فاعــــلٍ كسَمِيعٌ
بمعـنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر.. والرحيم دل على صفة الرحمة الخاصة
التي ينالها المؤمنون أَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصـور
على الله عزوجل .. والرحيم قد يكون لغيره.
٠
الى الرحــــمن يبـــتهل السقيم <><> فما احد كما ربـــي رحيم
ويجار بالدعـاء ايا رحيمـــــــا <><> ومن الاك يا ربي نـــروم
تولا وان سالـــــوا مزيــــــدا <><> فـــان الله رحمـن ( رحيم )
من البحر( الوافر )..
<><<>><>
= ومن اسماء الله الحسنى (( الملك)) جل جلاله
اسم الله ( الملك ) هو اسم دال على كمال الوصفية وقـــد ورد المعـنى
مسندا إليه محمولا عليه ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى:(( هُــــوَ اللهُ
الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ
المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُون)) .
وأصل ( الملك) في اللغة: هو النافذ الأمر في ملكـــه إذ ليس كـل مالك
ينفذ أمره وتصــــرفه فيمــا يملكه.. فالملك أعــــم مـــن المالك والملك
الحقيقي هو الله وحده.
٠
الشمس والارض والاقمار والفلك <> والكــــون في كل ما يحـــوية تمتلك
يا مبدع الكون رب الخلق كلهـمو <> وانت يارب في هـــذي الدنـــا الملك
كل الخلائق تحيــــــا من نوافحه <> فهــــو الاله العظيم المحــسن (الملك)
من البحر(البسيط)..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى (( القدوس)) جل جلاله
ورد معنى( القدوس) في موضعين من القرآن الكريم الأول فـــــي قوله
تـعالى: (( هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُــــدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِـنُ
المُهَيْـــمِنُ الـعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ..
والموضع الثاني في قوله تعالى:(يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَـــا فِي
الأَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَــزِيزِ الحَكِيمِ)
والتقديس في اللغة: هوالتطهير فهو الله المنزه المطهـــــر الذي لا نقص
فيه بوجـه من الوجوه والتقديس الذي هو خلاصة التوحيــــد الحق إفراد
الله سبحانـه بذاته وأوصافه وأفعاله .
٠
سبح بحمـــدك انـت يا قــــدوس <><> رب لك التحـــــميد والتقديس
في كل شيء آية عظمــــى لـه <><> تدعوه يا ديـــــان يا قــــدوس
رب الوجود وانت مبدع حسنــــه <><> انت العظيم الواحد (القدوس)
من البحر ( الكامل)..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى(( السلام)) جل جلاله
في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة رضي الله عنــه أن النبي صلي
الله عليه وسلم قال:(إن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم)
و(السلام ) في اللغة: هو..مصدر استعمل اسما للموصوف بالسلامة فعـله
سلم يسلم سلاما وسلامة والسلامة الأمن والأمان والحصـانة والاطمئــنان
والبراءة من كل آفة ظاهرة وباطنة والخلاص من كل مكـروه وقيـل للجنة
دار السلام لأنهــــا دار السلامة .
٠
لك النجـــوى اذا اتـــــقد الهيــام <><> وهـــز القلب بالبشرى السلام
وعم النــــور اكوانـــــا براهـــا <><> ورف الزهـــــر وابتسم الغمام
كمال في الصفات وفي فعـــال <><> تعــــالى خالقــا وهــو (السلام)
من البحر(الوافر)..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى (( المؤمن )) جل جلاله
أن (المؤمن) هو الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه لأنـه الواحد الــذي وحد
نفسه واسم (المؤمن) في اللغة: هو..اسم فاعل للموصوف بالإيمان وأصله
أمن يأمن أمنا والأمن ما يقابل الخوف والإيمان في حقنـــا هو تصديق الخبر
تصديقا جازما وتنفيذ الأمر تنفيذا كامل .
٠
ياعالم الاسرار انت المـــؤمــن <><> ربي لك العلـــم اليقـــيــن البـــين
فالصبح اذ تبغي تنـــفس آيـــــة <><> والسحر في دنيــــا الرؤى متمكن
كون احاط به الالــه بعلمــــــه <><> وهـــــو الخبير بكل امـــر(مؤمن)
من البحر( الوافر)..
<><<>><>
= من اسماء الله الحسنى(( المهيمن)) جل جلاله
واسم الله ( المهيمن) ورد في القرآن في قوله تعالى:(هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ
إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ ).
المهيمن في اللغة اسم فاعل للموصوف بالهيمنة، فعلــــه هيمـن يهيمن
هيمنة والهيمنة على الشيء السيطرة عليـــــــه وحفظـــه والتمكن منه
والهيمنة عليه.
٠
خضعت له الاكـــــوان في جبروتهــا <><> رب على كل الوجــود مهيمن
هذي الشموس فما تحيـــد عن الــذي <><> سوى الحكيم وما نراها تحرن
نهنا بما وهـــــب الالــــــه لخلقــــه <><> رب على كل الوجود (مهيمن)
من البحر( الكامل)..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى(( العزيز )) جل جلاله
اسم الله ( العزيز) هو العزيز المتفرد لا مثيل له متوحـــــد لا شبيــــه لــه
والعزيز تاتي بمعنى المنقطع النظير أو الشيء القليل النـــــادر الوجــــــود
و(العزيز) في اللغة: صيغة من صيغ المبالغة على وزن فعـــيل فعلـــــه عـز
يعز..عزا.. وعزة.. أما المعنى اللغوي فيأتي على معان منها العزيز بمعنى
الغالب والعزة بمعنى الغلبة .
٠
ذل الوجـــــــود اليــك انت عــــزيز<><> وعلا بامـــرك للرعــود ازيز
والشمس تجـــــري مثلما تبغي لها <><> وضياؤهـــــا لمجتلي ابــــريز
رب الخلائق انت محكم امـــــرها <><> انت القدير بذا الوجـود (عزيز)
من البحر(الكامل)..
<<>>
= من اسماء الله الحسنى (( الجبار )) جل جلاله
اسم الله (الجبار) من أسماء الخالق جل وعلا.. هو الجبروت وكـــــان النبـي
صلي الله عليه وسلم يقول: سبحان ذي الجبـــــروت والملكـــــوت والكبرياء
والعظمة فالجباراسم من أسماء التعظيم الجبار .
و( الجبار) في اللغة: صيغة مبالغة من اسم الفاعل الجابر وهــــو الموصوف
بالجبرفعله جبر يجبر جبرا وأصل الجبر إصلاح الشيء بضــرب مــــن القـــهر
ومنه جبر العظم أي أصلح كسره.. وجــــبر الفقير.. أغـــناه وجبــــــر الخاسر
عوضه ..وجبر المريض عالجه .
٠
يا جابرا كسر الورى مـن ضعفـــهم <><> يعنو اليك الكل يــا جبــــــار
خلق فقيــــــــر للغنـي يقيتــــــــه <><> ويفيلـــه من عثـــــــرة قهار
رب الخلائق انت تصلـــح حالهــــــا <><> بالقهر انت المحسن(الجبار)
من البحر(الكامل)..
<><<>><>
وينبغي أن نعلم احبتـي الغوالي .. أن أسمــــاء الله الحسنى هـــي اسمــاء
(توقيفــــية) لا تشتق من الأفعال ولا من الصفــــات فمــــــا ثبت في الكتـاب
أو السنة أن اسمٌاء (لله الحسنى) وجب الأخذ بها والوقوف عندهــــــا وعدم
تجاوزها وذلك لقول الله تعالى:(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَلْبَصَرَ
وَلْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِـــكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )..
فلا نعطل صفاته عن مقتضياتها ولا نمثلها بصفات المخلوقين ولا نســأل عن
كيفيتها ولا نحرفها عن معانيها الحقة.فانظر في نفي المثلية قولـــه سبحانه وتعالى:
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء) وفي إثبات الصفة في قوله سبحانه وتعالى:( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
جاء رجل إلى الإمام (مالك) رضى الله عنه وارضاه يساله متبجحا على الذات
الالهية فقال: يا امام ..الرحمن على العرش استوى..فكيــف استوى..؟؟
فقال له الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعـة
ولا أراك إلا مبتدعا فأمر بإخراجه من مجلس العلم.
.
= أسماء الله الحسنى توقيفيه:
أسماء الله الحسنى توقيفية إذ لا يجوز لنا أن نسمي الله سبحانه، إلا ما سمى
به نفسه في القران الكريم أو في الأحاديث الصحيحة. الأسماء التي ليس
عليها دليل من القرآن والسنة.
.
الخاتمة:
وهكذا إذا أحسن العبد التأمل والتدبر في أسماء الرب العظيمة وصفاته
الجليلة أوجب ذلك له ذلًا واستكانةً وخضوعًا وتقربا وبُعدًا عن المعاصي
والذنوب..والله يحبُّ من يحبُّ ذكرَ صفاته وقد بشَّر النبي صلى الله عليه
وسلم الذي كان يقرَأ سورةَ الإخلاص يختم بها في قراءته في الصلوات
بأنَّ الله يحبّه لـمّا قال: إني لأحِبّها لأنها صِفةُ الرحمن. رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل
الجنة)، قال أهل العلم: أحصاها يعني: علمها وآمن به وعمل بمدلولها.
وأسماء الله كلها حسنى أي في غاية الحسن وأحب أن أنبه بعض الأحباب
الذين يظنون أن أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً فحسب لا بل أسماؤه
تعالى كثيرة حتى إن هناك من الأسماء – أيها الإخوة – ما لا يعلمه ملك مقرب
ولا نبي مرسل فلا يعلمها إلا الله تعالى .
والله تعالى أحبتي :هو الرّحمن الرّحيم وسِعت رحمته كلَّ شيء ورحمتُه في
الآخرة كتبها للمتقين وفي الدنيا عمّت الخلق أجمعين وهو سبحانه الملِك
المتصرِّفُ بخَلقه كما يشاء، لا يتحرَّك متحرّكٌ ولا يسكن ساكِن إلاّ بعلمه
وإرادَته يأمُر وينهى يعِزّ ويذلّ بلا ممانَعة ولا مدَافعة، لا يعجِزه شيء ففوِّض
إلى الملكِ أمورَك فبِيَده مقاليد كل شيء وتوكَّل عليه في جميعِ أحوالِك.
.
وعلينا بدعاء للامام (علي بن ابي طالب) رضى الله عنه وارضاه..
الهــي لا تعذبنـــي فانـــــي <><> مقــر بالذي قــــد كــــــان مني
فما لي حيلـــة الا رجائــي <><> بعفوك ان عفـــوت وحسن ظني
الهي انت ذو فضــــل ومن <><> وانــــي ذو خطـايا فاعف عني
وظني فيك يا ربي جميـــل<><> فحقـــــــق يا الهي حسن ظني
.
والدعاء بالوصف الذي دل عليه الاسم سواء كان وصف ذات أو وصف فعل
فمن الأول الدعاء بالعزة التي دل عليها اسم الله العزيز.
فاللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تنجينا من النار وأن تلحقنا
بالمتقين الأبرار وأن تنجينا من مفاوز الدنيا والآخرة واجعلنا ممن كتبت لهم
الحسنى وزيادة .. وجنبنا اللهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارزقنا فرحة
لا حزن بعدها، وارزقنا سعادة لا شقاء بعدها، اللهم أفض علينا رزقًا ليس بعده
حاجة، واجعل يومنا العظيم هذا فاتحة لتحقيق أمانينا، وجلاء متاعبنا، واجعل
اللهم القرآن والهدى والعلم في صميم قلوبنا.
اللهم أمرتنا فأطعناك ودعوتنا فأجبناك فاغفر لنا جدنا وهزلنا وما أنت أعلم به
منا وارزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال يا كريم يا رحمن .
.
هــو السميع يرى ويسمع كل ما ** في الكون من سر ومن إعلان
ولكل صوت منه سمع حاضر ** فالســــر والإعــــلان مستويان
والسمع منه واسع الأصوات لا ** يخفى عليه بعيدهــــا والــداني
____________________________________
حقوق النشر محفوظة .. د. سيد غيث ..