إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

عَشِيّاتُ وادي شوباش بقلم: “حسام صايل البزور”

شعر: عَشِيّاتُ وادي شوباش.

وادي شوباش واحد من أشهر أودية فلسطين، وأشهر أودية وروافد نهر الأردن،ويقع شمال قريتي الحبيبة رابا.
وترفده عشرات الأودية القادمة من عدة قرى جنوب شرق مدينة جنين وهي:
رابا ، جلقموس، المغير، جلبون ، المطلة، إبزيق، خربة البزرة، أم سرحان، قاعون ، السامرية، الحمراء.
ولي مع هذا الوادي ذكريات أيام الصبا والشباب، وقد كانت التسمية ( عشيات وادي شوباش) اقتداءً بديوان شعر الشاعر العربي الأردني الكبير مصطفى وهبي التل( عرار) الذي أسماه
( عشيات وادي اليابس)….إضافة إلى قضائي للأيام الطوال في هذا الوادي بلياليها في عِزَب مع مربي الأغنام الذين كان
والدي أحدهم.
وتجدر الإشارة إلى أن وادي اليابس يقع في الجهة المقابلة لوادي شوباش من الشرق.

أيا ليتَ شِعري لو بنا الدهرُ راجع ُ

إلى وادِ شوباشٍ ….. وذكراهُ نَنزِعُ

عَشِيّاتُ وادينا ….حنينٌ …أهاجَني

مِنَ الشّوقِ والتَّحنانِ ما فيهِ مصرَعُ

فيا حَبّذا ذكراهُ…….لمّا……..تَشُدُّني!!

لِعِزبَةِ (بَيّاضٍ)… .. وذا الوادُ مُمرِعُ!!

وبالوَردِ والدّحنونِ والعِطرِ.. نَنتَشي

و( قَوسَةُ خضرا) فوقَها. . البدرُ طالعُ

ويا حَبّذا في (سَهلَةِالخيلِ ) .نزلَةٌ..

إذا الليلُ أرخى السّجفَ والنّجمُ ساطعُ

وَهَبّاتُ أنسامٍ ….عِذابٍ……….تَروقُنا !!

فتنسابُ عن كِتْفِ الجبالِ …وتَهرَعُ !!

لعمري وكم أشتاقُ …..أفياءَ ( ذَروَةٍ)!!

وشربَةَ ماءٍ……عَلّها القيظَ…….تقمَعُ!!!!

وأشتاقُ( للخَرُّوبِ) والظّلُّ……وارفٌ!!!

غَداةَ لهيبِ الصّيفِ ….للصّحبِ تَجمَعُ

وسَهرةَ سُمَّارٍ……….. بساحَةِ …..خيمةٍ!!

ويروي لنا الأعمامُ ….والسّردُ……ماتِعُ!!

فيحكونَ تاريخاً….. ..لأيام…. عِزَّةٍ !!

معاركَ في الوادي…..لها المجدُ خاشعُ

وما ثورَةٌ إلا…..ثرَاهُ ….روَتْ …دَماً!!!!

زَكِيّاً فِدى الأوطان ِ……للبغيِ يردَعُ!!!!

فَأوّاهُ كم أشتاقُ ……نَبْعاتِ مائِهِ!!!!!!

خريرَ مياهِ العينِ.. ….يا ليتَ أَسمعُ!!

وما زال في أَذْنِي …..يُداعبُ مسمعي

يُخالطُ شدوَ الطيرِ….ما نَقَّ…ضِفدَعُ!!

ويا ليتَ أيامَ الحَصَاد ِ ……رَواجِعٌ!!

نرى مِنجَلَ الحَصَّادِ في الأُفْقِ يلمَعُ!!

وما زال صوتُ النّايِ يُطرِبُ مسمَعي

وقِطعانُ أغنامٍ ثَغَتْ …..حينَ ترتَعُ!!!

وقد كَحَّلتْ للعينِ …..حين َ وُرودِها

وأجراسُ في أعناقِها ….حينَ تقرَعُ!!

فيا وادِيَ الشُّوباشِ ذكراكَ عِشقُنا !!؛

ومن ( خربة البَزري) الأصالَةُ تنبُعُ

على أم سرحانٍ سلامٌ ……ولوعَةٌ

على أرض أجدادي ….نحيبٌ وأدمُعُ

سُفُوحُ( مُلَيحانَ) التي فاضَ خِصبُها

نما عشقُها …في القلب تحيا وتَيْنَعُ !!

سقى اللهُ أياما ً ……تَمُرُّ…..كَبارِقٍ !!

يُضيءُ ظلامَ الكَبتِ…..تشكُوهُ أضلُعُ

*. *. *. *. *. *.

فَآهٍ على…..كأسِ لِشايٍ ….يطيبُ لي!!

على النار والأحطابِ قد باتَ …يُصنَعُ!!

ونحنُ حَوالَى النارِ …..يعلو …دُخانُها!!

وضِحكاتُنا ….تعلو …..وتنسابُ أدمُعُ

بساطَةُ عيشٍ … تلك َ ما القلبُ عاشقٌ

بساطةُ عيشٍ …. تلك َ إني….لَمُولَعُ!!!!!

وما فيه رُكنٌ دونَ ذكرىً … جميلةٍ!!!!!

ودونَ صدى الضّحكاتِ كانت تُلَعلِعُ!!!

ثَراهُ بريح ِ المِسكِ…..والطّيبِ مُشبَعٌ

نَجيعُ دَمِ الثُّوّارِ………للأرض يُترِعُ!!!!

*. *. *. *.

لَعَمري مُنى نفسي …….. يجودُ زمانُنا

ولو ليلةً ……….في( دبَّةِ النّمرِ) نَهجَعُ!!

فَتُزجي لنا أرض ُ …….( المنَازِلِ) نسمَةً

لعلّ الكرى والنّومَ … ……. للعين مُسرِعُ

بِطاحُكَ للغِزلانِ …………..كانت مَرابِعاً!!

وقَوقَأَةُ ( الشُّنّارِ) ……………..للأُذْنِ تُمتِعُ

هديل ُ الحمام ِ العذبِ… كم راقَ مسمَعي!

وما زال في أَذْنِي يَرِنُّ… ……..ويصدَعُ!

سقى اللهُ ( للعَكُّوبِ ) كم كان ……..ماتعاً

مع َ الصَّحبِ كم ذكرى لنا ……حين نجمَعُ

وذا الزعتَرُ البرّيُّ …………..في كل بطحةٍ

وفي طعمهِ الحِرّيفِ ما كان………. يلذَعُ!!

*. *. *. *. *.

ولكن طغى الأغرابُ …….فيها وأفسدوا!

أَتَونا بعُرفِ الغابِ …………..للظلمِ يزرع ُ

وقد مَزَّقوا أوصالَ شعبٍ………..وموطِنٍ

وما زال عُرفُ الغابِ……..يقضي ويَشرَعُ

وفي كل رُكنٍ عشعَشَ البُؤسُ …طاغياً !!!

متى الليلُ عنّا راحل ٌ……….ليس َ يرجِعُ؟؟

متى الظلمُ والأغلالُ والقهرُ………ينتهي؟؟

متى السَّعدُ والأفراحُ …….والفجرُ يطلُعُ؟؟

بلادي أرى للفجرِ ……….ارهاص َ مولِدٍ !!!

أرى البغيَ ….مُرَّ الكأس ِ لا بُدَّ………يجرَعُ

فما ضاعَ حقٌّ …ليس ينساهُ ……..طالبٌ!!

ومَن باتَ يسقي الظُّلمَ………..منهُ سَيَكرَعُ

سبعة وثلاثون بيتاً// البحر الطويل//رابا

السبت ٢٥ نيسان ٢٠٢٠م

٢ رمضان١٤٤١ ه..
حسام صايل البزور

رابا / جنين/ فلسطين.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى