المقال

غربة الروح ورهبة البوح بقلم:د. عبد المجيد محمد باعباد

(غربة الروح ورهبة البوح)

طفح الشكو وطلب الصفح في شهر الرحمة.

الكاتب /الدكتور عبدالمجيد محمد باعباد..

يا إلهي يا أملي قد نَفِدَ منا الأمل إلا أملي بك لم ينجل ،يا رجائي زادت من حولنا خطوب الجلل،وأزف في حياتنا الأجل ،وانتشر في زماننا الحالي الذعر الوجل،وكل القوى خارت أمام ناظري فلا تستعجل يا إنسان كل النفوس مثلي تخجل وتخجل من شدة ضعفها باتت الناس تترجل وتموت وتحيا وتعيش برحمة البارئ الأول ولطف الخالق العظيم الأجل…نعم انكشفت حقيقة الإنسان وظهرت حقيقة الحياة على عجل،ولم تنفع هيبة ومهابة الدول أبدًا،ولم تغني جيوش الأرض قاطبةً فهي ضعيفة ضعيفة بكل ما أوتيت من قوة باتت البشرية اليوم عاجزةً تتجلجل وتخجل مثلي في كل قطر تنتظر الفرج القريب وترتقب رحمة اللطيف الرقيب،مهما كانت صاخبة أصوات الارتجال ومدوية مكائد الفعال وكثيفة مستحضرات المفاعل عند القول ذائعة الترف فائقة الوصف تعيش نشوة البقاء ،وتنتشي متاع الحياة والوجود الوآرف في عموم الكوكب المحفوف بمخاطر العيش المتباعد عن بينه البين جسد وروح الإنسانية .والمتنافر أدمية العيش فيما بيننا البين متقارب معيشة الفضاء ومتفرق فينا حياة الود والإخاء في عصرنا الحالي يعيش العالم بثًا قمريًا ويزهو بالعلم رقميًا وإكترونيًا وتكنولوجيًا بأحدث الأجهزة انكشفت وانتشرت أجهزته وتباعدت حواجزه وتقاربت وسائل تواصله وتداولت فيه الأحداث وأخبار وأنباء الساعة والله وحده أعلم بقرب الساعة ولكن أقول يا إلهي أصبح الوجود مذمرًا والعيشُ في بلدي صار نكدًا منكدًا مهلكًا أبصرت ما حولي في هذه الحياة فرأيت شرًا فاشيًا وحربًا منتشيًا،وظلمًا معتشيًا مأدبة الباطل وجهلًا مفترشًا (سفرة) الضلال وبغيًا متعطشًا فتنة القتال وقد بزغ الهلال وكنت أظن أنها تصوم السلاح مثلما تصوم الأرواح في وطني لكنها البشر أبت أن ترمض شفاه الشفار بل ما زالت تشهر الدمار وتصوم بالانجرار فقط وتفطر بالقتل والانفجار عند كل غروب آخذ معي تميرات الصبر على مائدة الصراع قبل أي ذوق أقول :جفت الدماء وابتلت العروق ووقف الحرب إن شاء الله..ولكن البطون في بلادي تصوم بالعطش والجوع وتفطر فطرة الخلاف بشراهة دموية والعيش يشهد صراعًا محضرًا ضرًا مكشرًا بأنياب الوباء وناشبًا بالعيش أظفار الغلاء،وكل يوم يفترس أجساد البقاء ويبطش حال إهابه معيشة اليمن واليمناء غزا في غرز نابهم شهادة الدماء،وجلب معه الويل والعناء والوباء ذاك سيد الأسياد..يا إلهي الناس باتت ترتقب كل ليلةٍ رحمتك،وتنتظر على مضض الصبر فرجك القريب..عند أول نهار يأست الخليقة ممن في الأرض جميعًا وباتت حتى الآن تنتظر تدبير الحليم الخبير وترتقب صنع اللطيف القدير في كل قطر من أقطار العالم فجعت البشرية بمخلوق صغير جدًا أعلن النفير النفير ونشر حال مجيئه الوباء الخطير،وجاء إلينا ونحن لا نملك شيئاً يمنع انتشاره ولا نملك أي إمكانيةٍ لتخفف بطشه وتمنع تفشي وبائه في هذا الوطن المكلوم وما زالت الناس في ضعفها حائرة ومستنفرة حياة البقاء تتلطف كل يوم وتنتظر رحمة ربها وخالقها اللطيف الخبير الذي أظهر فقط بصيص من قوته في أفتك مخلوق صغير وفيروس حقير أعمى كل بصير،وأظهر حقيقة كل خطير إنه الإنسان الخطير في عجزه،والضعيف في أمره،مهما مكر الإنسان وتمادى في مكره،فالله أكبر من مكره ومشيئة الخالق الرحيم أعظم وأعلم(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى