القصائد
غريزة التّحوّل بقلم: ” محمد نور الدين المبارك الريحاني”
*غريزة التّحوّل*
……
أنا الفقير المسكين…حوّل
اناالمحتاج وحالي مبين…وأنا المتسوّل
يمتدّ لساني فوق راحة يدي
يطلب من الحقّ ان يتكرّم ويموّل
فان بحت اليوم وبالحق نطقت…
فلست أنا الذي على الحقّ…يتقوّل
تراكمت عوامل الفشل وغزت الشرايين
بكل حرّية وبلا رقيب
تسري الجريمة بين ثنايا القلب تتجوّل
ومنذ حقب من الزمن
الى أن يلج في خرم الابرة الجمل
وقلب الانسان يشتكي فضاعة العفن
حسد و بغض وكلّ أنواع الخلل المتلوّن
هيمنة جبروت ..واكتساح لفضاعة التّهور
واتّساع الهول في فيافي التّغوّل
وشعوب تانّ تحت اقدام أسياد الدّول
لقد احتارت الأطبّاء في هذا الدّاء…و الوباء
وأصاب العجز مفاصل المشايخ …
ومابعد الوهن الا الاعاقة القاتلة …والشّلل
تتالت الوصفات الواحدة تلوى الأخرى
مواعظ نصائح، وبعض من الذّكرى
والاناجيل من القلوب تتلى
علّها تحمل لنا البضع من البشرى
الا انّ الأمل والرّجاء كانا في غيبوبة
ولازالا في راحة هناك وطالت بهما العطل
اوكلّما استرحنا من فريضة الغائط
هاجمتنا محنة سنّة التّبوّل؟
وقيل لنا لا تقبل صلوات الماكرالمتحيّل
ومن نسي ربّه عزّ وجل
فانسأه نفسه وكيف الجوهر يتحوّل
……
قلت وقد عاهدته على تحمّل الثّقل
أعرني من خزائنك نبذة يقين
وأنت الحقّ….ياكريم
لعلى أكون الصادق الأمين
وأمحق بمعولك المكين …المحق
واقذف بالباطل في دهاليز المعتقل
فياروعة قلبي لمّا سمعتها
زلزلتني في الحين كلمة منه … قل
قل انا الرّيحاني بالحقّ تغيّرت… وسأغيّر
قلبت الموازين …وها قد عدّلت
واسقطت من كفّتيها
سوف ولعلّ… ولو
ومن الان كفى تسويف…. ودجل
العلم عروس وقصره الفضيلة
والعرفان طهر لكل نجاسة …
وليس القال والقيل…
وعلى الأعراف رجال ….عليها تعوّل
فخذ مقاليد خزائني …
سترضيك وتغنيك…. ولن تتسوّل
ولقد كتبنا صحيفة منذ الأزل
عندكم هو اخر حبّة العنقود…
وعندنا نحن عماد الروح هو….
سيّد الأخوّة …وهو الغاية وهو الأوّل
…..ريحانيات
بقلمي الاديب المفكر والشاعر التونسي
الاستاذ* محمد نور الدين المبارك الريحاني*