غزة شمعة لن تنطفي بقلم بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون
غزة شمعة لن تنطفي
غزة أصبري وأصمدي ولا تبالي مهما كان الضرر
أثبتي ولا تحزني رغم محنة الضجر
فإعتمادك على الله من إليه المفر
وليس الإختباء في القصور و زخرفة المقر
فسلاحك معلوم على مد البصر
لا تضاهيه عواصف ولا قوس ولا وتر
فالكل يعلم بمحنتك في البر والبحر
لكن منهم من فضل الترف و السفر
تماسكي كالجدور رغم تساقط أشلائك كأوراق الشجر
فالبلاء من الله قضاء وقدر
وليس من أوامر بني البشر
أراده الله لغيركم لكي يعتبر
ومن صمودكم يتعلم وينبهر
فمصابك إمتحان به شعبك يفتخر
ليبرهن للعالم بأسره أنه شعب لا يقهر
ولا يخيفه قصف ولا تهجير ولا أسر
ويخبره بأنه شعب من صلب الأشاوس إنحدر
ومن بطون الحرائر التي إسمها كل حين يذكر
شعب رضع الشجاعة والبسالة منذ الصغر
وبصماته منقوشة منذ الصغر على خرائط الحجر
أصمدي وكوني قوية كما عهدناك من الصغر
فلا تبالي من قصف حثالة البشر
فشرفك الكل يحاول به الظفر
فالنصر يلوح في الأفق مع طلوع الفجر
غزة أنت الشرف وأنت النهج والأثر
فتاريخك سوف يسجل بأحرف من ذهب بماء المطر
يحكي بطولاتك لمن كان غائب في سفر
سوف يحكي التاريخ ماضيك بكل فخر
تاريخ يعيد الألم لمن طغى و تجبر
ويحي الجراح لمن تأخر ومن المواجهة هرب وفر
تاريخ يكرم ويشرف من لبى النداء و حضر
تاريخ يزلزل الكيان في عقر داره عن كبر
لكي يعيد لك الإعتبار بعدما يعتذر
تاريخ يحكي مأثركم عبر صفحات السير
ليكشف للعالم من خان و تستر
ومن دعم وفي الأمر أفتى و نظر
ومن أعلن و نشر الخبر
ومن قاوم و مدر الجسور و للطليعة تصدر
فتاريخك به يحتفل كاملا و لا يختصر
تاريخ ناصع لا تضاهيه نصاعة الدرر
ويبقى الذنب مسجل لدى الشعوب لا يغتفر
ويبقى العار وصمة عل جبين كل من لم يتحرك وبمحنتك شعر
فهذا حال الدنيا التي الكل بها أغتر
فاللوم على من آمن بالله وليس من كفر
فأنت غزة الشمعة التي لا تنطفي رغم غياب القمر
ورغم مجون أهل السمر
فلك الله في الدجى و الضحى و في السحر
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا