القصة

فتافيت أمل بقلم: ” أمينة أحمد حسن” “

إسم الكاتبة : أمينة أحمد حسن
نوع العمل: قصة قصيرة
إسم العمل : فتافيت أمل

رغم أنه لم يكن يؤمن بالأمل ، إلا أنها لم تكن ترى الأمل إلا فى عينيه.!

يجلس يوسف وزوجته علياء فى شُرفة منزلهم ، وأمامهم ،فنجانين من القهوة .

★أتذكُر يا يوسف أيامنا فى الجامعة؟
★وهل أستطيع أن أنسى أجمل أيام العمر، كنت معيدا فى كلية العلوم ، وكنتِ أنتِ فى السنة الرابعة ، حينها أحببتكِ منذ النظرة الأولى .
★وتقدمت لخطبتى ،وتم زواجنا فى نهاية العام .
★ورزقنى الله بأفضل زوجة فى العالم
★ورزقنى بأروع زوج ، كنت مفعما بالحيوية والنشاط والأمل ،لماذا سمحت لليأس بأن يسكنك، لِمَ تخليت عن الأمل يا يوسف ؟
★أى أمل تتحدثين عنه يا علياء ، كيف تطلبى منى أن لا أيأس ، وأنا أرقد منذ عامين على هذا الكرسى الملعون ، لا أستطيع الحركة دونه (قالها يوسف وهو يضرب بيده على الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه)
★ولكن الطبيب طمأننا بأنك ستتحسن
★نعم ، ولكن هذا منذ مدة طويلة ، ولم يحدث أى تحسن.
★ستتحسن بإذن الله وتستغنى عن هذا الكرسى
★أتمنى ذلك يا علياء فقد انقلبت حياتى رأساً على عقِب بعد الحادث المشؤوم الذى تعرضت له.
★ما رأيك أن تُكمل أبحاثك التى بدأتها قبل عامين ؟
★لا طاقة لى لفعل شىء يا علياء.

شعرت علياء بالحسرة ، على حال زوجها ، فقد كان ملىء بالطاقة والأمل ، قبل الحادث ، ولكن بعده أصابه اليأس وتخلى عن كل أحلامه ، حتى أبحاثه العلمية التى كان قد بدأها.
★ما رأيك أن نخرج فى نزهة يا يوسف فى الهواء المنعش؟
★ألن تمَلى من دفع الكرسى المتحرك؟!
★كيف تقول هذا يا يوسف (قالتها علياء وهى تنظر ليوسف نظرة لوم وعتاب )
★أنا آسف يا حبيبتى لا تحزني من كلامى
★لا عليك يا حبيبى ، ستتحسن قريبا بإذن الله وسنجوب الأرض نمشى ونركض سويا.
★لا أعلم من أين تحصلين على كل هذا الأمل !
★من عينيك.
★فليحفظكِ الله لى
★ويحفظك لى
**************”
فى جو بديع منعش تسير علياء ، وتدفع الكرسى المتحرك بيوسف ،يتبادلون الأحاديث .
★هل لى أن أطلب منك طلب يا يوسف؟
★طبعا
★أريد منك أن تُكمل أبحاثك
★ولكن يا علياء..
قبل أن يتم جملته قاطعته علياء قائلة:
★إن كنت تحبني ستنفذ طلبى وتكمل أبحاثك ، وإن رفضت فهذا يعنى انك لا تحبني ..
قرر يوسف أن يكمل أبحاثه ، ليرضى زوجته ورفيقة دربه التى تتمنى دوما أن تراه من العظماء.

يجلس يوسف بين أوراقه وأبحاثه وبجانبه جهاز الحاسوب الخاص به ، تبدو على ملامحه الطمأنينة والراحة ، وإلى جواره رفيقة عمره تساعده وتسانده .
مرت عدة شهور …
أنهى يوسف أبحاثه وأرسلها إلى جامعة من أكبر الجامعات .
……..
بدأت صحته تتحسن شيئاً فشيئاً
استطاع بعد فترة أن يستغنى عن الكرسى المتحرك ويستخدم عكازاً يسند عليه يده ، مع الإستمرار بجلسات العلاج الطبيعى
تبدلت أحوال يوسف ، وأصبح أكثر مرحاً وإشراقاً
★أتعرفين يا علياء ، أشعر بأن الأبحاث ستنول إعجاب الجامعة ،وربما يقومون بتدريسها .
★أتقصد انك بدأت تشعر بالأمل
★تستطيعين القول بأننى بدأت أشعر ببعض فتافيت من الأمل (قالها يوسف ضاحكا)
★لا بأس ، تكفينا تلك الفتافيت (قالتها علياء والفرحة تطل من عينيها)
إستغنى يوسف عن العكاز أيضا
وكانت فرحته هو وزوجته لا توصف ، حينها خرج يوسف وعلياء للتنزه وعيونهم تفيض منها دموع الفرحة ،فها هو يوسف يمشى ويجرى كما كان .
*********
عاد يوسف للعمل بالجامعة وسط ترحيب وفرحة من الجميع .
جميلة تلك الحياة، حين تجبر قلوبنا بعد كسرها ، حين ترسم البسمة على وجوهنا التى طال عبوسها.
حين تهدينا شريكا للحياة ، لا يهمه شىء سوى أن يرانا بأفضل حال.
فى يوم من الأيام …
رن جرس الهاتف …
إنه إتصال من الجامعة يريدون تكريم يوسف على أبحاثه .
فرحة أخرى ،ساقها القدر إليهم.

صعد يوسف إلى المنصة ، والحاضرين يصفقون له بحرارة.
قدم له المسؤولون عن الحفل ، درعا ذهبيا وشهادة تقدير.

ألقى كلمته وشكر القائمين على الحفل.
ثم التفت إلى زوجته التى كان وجهها مغطى بدموع الفرحة والفخر.
وجه كلامه إليها قائلا:
أريد أن أهدى هذا النجاح إلى زوجتى وشريكة أيامى ، فهى السبب فى كل شىء جميل حدث لى.فلولاها لما وصلت إلى هنا
فقد مهدت لى طريق النجاح ، حين أهدتنى الأمل.

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى