القصائد

فقرة زدني بقلم :منقول

فقرة زدني
الدرس الرابع عشر:البيت الرابع عشر من معلقة إمرؤ القيس
البيت:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فألهيتها عن ذي تمائم محول
الشرح:
خفض “فمثلك” بإضمار رب، أراد فرب امرأة حبلى.
والطروق :الإتيان ليلا ، والفعل طرق يطرق.
المرضع: التي لها ولد رضيع، إذا بنيت على الفعل أنثت فقيل: أرضعت فهي مرضعة ، وإذا حملوها على أنها بمعنى ذات إرضاع أو ذات رضيع لم تلحقها تاء التأنيث، ومثلها حائض وطالق وحامل، لا فصل بين هذه الأسماء فيما ذكرنا، إذا حملت على أنها من المنسوبات لم تلحقها علامة التأنيث ، وإذا حملت على الفعل لحقتها علامة التأنيث، ومعنى المنسوب في هذا الباب أن يكون الإسم بمعنى ذي كذا أو ذات كذا ، والإسم إذا كان من هذا القبيل عرته العرب من علامة التأنيث، كما قالوا”امرأة لإبن ، وتامر” أي :ذات لبن وذات تمر ، و”رجل لإبن وتامر ” أي:ذو لبن وذو تمر ، ومنه قوله تعالى:” السماء منفطر به” نص الخليل على أن المعنى السماء ذات انفطار به، تجرد “منفطر ” لذلك عن علامة التأنيث ، وقوله تعالى:”لا فارض ولا بكر عوان” أي :لا ذات فرض ، وتقول العرب:جمل ضامر وناقة ضامر، وجمل شائل وناقة شائل ومنه قول الأعشى :
عهدي بها في الحي قد سربلت
بيضاء مثل المهرة الضامر
أي :ذات الضمور، وقول الآخر:
وغررتني وزعمت أنك لابن في الصيف تامر
أي: ذات لبن وذات تمر، وقول الآخر:
ورابعتني تحت ليل ضارب
بساعد فعم وكف خاضب
أي :ذات خضاب، وقال أيضا:
وقد تخذت رجلي لدى جنب غررها
نسيقا كأفحوص القطاة المطرق
أي:ذات التطرق ، والمعول في هذا الباب على السماع، إذ هو غير منقاد للقياس.
لهيت عن الشيء ، ألهى عنه لهيا ، إذا سغلت عنه وسلوت ، وألهيته إلهاء إذا شغلته.
والتميمة:هي العودة ، والجمع التمائم ، ويقال:أحول الصبي ، إذا تم له حول ، فهو محول ، ويروي:”عن ذي تمائم مغيل” يقال: غالت المرأة ولدها تغيل غيلا، وأغالت تغيل إغيالا ، إذا أرضعته وهي حبلى ، ويروى “ومرضع” بالعطف على حبلى ، ويروى “ومرضعا” على تقدير طرقتها ، ومرضعا تكون معطوفة على ضمير المفعول.
يقول:فرب امرأة حبلى قد أتيتها ليلا ، ورب امرأة ذات رضيع أتيتها ليلا ، فشغلتها عن ولدها الذي علقت فعليه العودة وقد أتى عليه حول كامل ، أو قد حبلت أمه بغيره فهي ترضعه على حبلها.
وإنما خص الحبلى والمرضع لأنهما أزهد النساء في الرجال ، وأقلهن شغفا بهم وحرصا عليهم، فقالت: خدعت مثلهما مع اشتغالهما بأنفسهما ، فكيف تتخلصين مني.
قوله:” فمثلك” يريد فرب امرأة مثل عنيزة في ميله إليها وحبه لها لأن عنيزة في هذا الوقت كانت عذراء غير حبلى ولا مرضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى