القصائد

فقرة زدني

فقرة زدني
الدرس العشرون: البيت العشرون من معلقة إمرؤ القيس
البيت:
وماذرفت عيناكِ إلا لتضربي
بسهميك في أعشار قلب مقتل
الشرح:
ذرف الدمع يذرف ذريفا وذرفانا وتذرافا ، إذا سال، ثم يقال: ذرفت عينه، كما يقال: دمعت عينه ، وللأمة في البيت قولان ، قال الأكثرون: استعار للحظ عينها ودمعها اسم السهم، لثأثيرهما في القلوب وجرحها إياها ، كما أن السهام تجرح الأجسام وتؤثر فيها ، والأعشار من قولهم: برمة أعشار ، إذا كانت قطعا ، ولا واحد لها من لفظها .
المقتل: المذلل غاية التذليل ، والقتل في الكلام التذليل، ومنه قولهم: قتلت الشراب ، إذا فللت غرب سورته بالمزاج ومنه قول الأخطل:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
وحب بها مقتولة حين تقتل
إن التي ناولتني فرددتها
قتلت قتلت فهاتها لم تقتل
ومنه :قتلت أرض جاهلها ، وقتل أرض عالمها، ومنه قوله تعالى: ” وما قتلوه يقينا”، عند أكثر الأئمة ما ذللو قولهم بالعلم اليقين.
وتلخيص المعنى على هذا القول : وما دمعت عيناكِ وما بكيت إلا لتصيدي قلبي بسهمي دمع عينيك ، وتجرحي قطع قلبي الذي ذللت بعشقك غاية التذليل ، أي نكايتها في قلبي نكاية السهم في المرمي .
وقال آخرون : أراد بالسسهميين المعلى والرقيب من سهام الميسر ، والجزور يقسم على عشرة أجزاء ، فللمعلى سبعة أجزاء ، وللرقيب ثلاثة أجزاء ، فمن فاز بهذين القدحين فقد فاز بجميع الأجزاء وظفر بالجزور.
وهكذا شرحنا لكم الأبيات العشرة الثانية من معلقة إمرؤ القيس:
11_ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت: لك الويلات إنك مرجلي
12_تقول وقد مال الغبيط بنا معا :
عقرت بعيري يا إمرؤ القيس فأنزل
13_فقلت لها: سيري وأرخي زمامه
ولا تبعديني من جناك المعلل
14_فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فألهيتها عن ذي تمائم محول
15_إذا ما بكى من خلفها إنصرفت له
بشق وتحتي شقها لم يحول
16_ويوما على ظهر الكثيب تعذرت
علي وآلت حلفة لم تحلل
17_أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزعمت صرمي فأجملي
18_أغرك مني حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
19_وإن تك قد ساءتك مني خليقة
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
20_وما ذرفت عيناكِ إلا لتضربي
بسهميك في أعشار قلب مقتل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى