فقه العبادات في عيد الفطر المبارك بقلم د.سيد غيث
……………………… بسم الله الرحمن الرحيم ………………………..
.
__________ ( فقه العبادات في عيد الفطر المبارك )_________
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائـف رمضانيــة )
أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة .. والمسرات .
.
تقديم :
.
عيد الفطر أحبتي الغوالي: من شعائر الإسلام الظاهرة وحكمته الباهرة وله معان عظيمة وفيه منافع كبيرة فلكل أمة من الأمم عيد يعود عليها في يوم معلوم يتضمن عقيدتها وأخلاقها فمن الأعياد ماهو نابع من الأفكارالبشرية المبتدَعة والبعيدة عن وحي الله تعالى، وهي أعياد غير إسلامية، وأما عن أعياد المسلمين فهما عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعهما الله تعالى لأمة الإسلام ومما جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ وهذا ما أورده ابن جرير في تفسير ابن عباس قال: (منسكًا أي: عيدًا).
.
أحبتي الغوالي : افرحوا في هذا اليوم وحق لكم أن تفرحوا ورسولكم صلى الله عليه وسلم القائل :
( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) .
وفي عيدي ا الفطر والأضحى من المعاني الجميلة والمحاسن العظيمة ما لا يوجد في غيرهما من أعياد الأمم الأخرى أو الأعياد المبتدعة وفوق ذلك يتميز كل عيد من عيدَي الإسلام بمميزات عن الآخر تُضفي على حسنهما حسناً وتزيد بهاءهما بهاء وجمالاً ولك أن تتأمل كيف جعل الله في الفرح عبادة فله الحمد وله الشكر فهومعيد الأعياد وجامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد .
.
= التعريف بعيد الفطر :
أصل الكلمة من عاد .. يعود .
والعيد إسم لما يعود ويتكرر من زمان أو مكان وعيد الفطر وهو أحد أعياد المسلمين المشروعة وسمي بعيد الفطر من إضافت الشيء لسببه كونه يأتي بعد شهر الصوم المعظم .
قال ابن الأعرابي: سمي عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد .
والعيد في الاصطلاح: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد. عائد:
إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً: منها: يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة.. وهكذا .
.
= ميقات العيد :
يبدء عيد الفطر مع إشراقة أول يوم من شوال يوم الزينة والفرحة فقد عاد السرور على القلوب وعادت البركات والخيرات بعودة العيد لكثرة عوائد الله تعالى فيه على خلقه بأن بلغهم رمضان وأتم عليهم النعمة وأعانهم على إتمام ركن من أركان الإسلام فتوج شهر الصيام بعيد الفطر المبارك .لقوله صلوات ربي عليه: ( لا تَصُومُوا حتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، ولَا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَاقْدُرُوا له) .
.
=عدد أيام عيد الفطر المبارك :
كما نص الشرع وورد بالسنه المحمديه أن أعياد المسلمين محددة بتوقيت زمني فالعيد شرعاً يوماً واحداً فقط يبدأ بعد غروب الشمس اليوم الأخير من شهر رمضان وينتهي بـ غروب الشمس اليوم الأول من شهر شوال فقد روى أبو داود
والترمذي في سننه أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ ولَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله : ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى”» وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين ونقل ذلك عن ..ابن حزم.
.
= متى شرع العيد :
شرع العيدان : (الفطر والأضحى ) بالمدينة في السنة الثانية من الهجرة النبوية كما قال ذلك ابن حجر العسقلاني ..أن أول عيد شرع عيد الفطر وأنه شرع في السنة الثانية من الهجرة النبوية .
.
= الحكمة من مشروعية عيد الفطرالمبارك :
بالنسبة لمشروعية عيد الفطر بعد تأدية المسلمين فريضة من فرائض الإسلام وهي الصيام فقد جعل لهم الله عز وجل يومَ عيد يفرحون فيه،ويفعلون من السرور واللعب المباح ما يكون فيه إظهارٌ لهذا العيد،وشكرٌ لله عز وجل على هذه النعمة فيفرحون لأنهم تخلصوا بالصوم من الذنوب والمعاصي لأن من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ولذا جعل الله تعالى عيد الفطر ليَفرح المسلم بنعمة مغفرة الذنوب ورفعِ الدرجات وزيادة الحسنات بعد هذا الموسم من الطاعات.
.
= خصال لابد أن نتصف بها في عيدنا المبارك.. كانت من أوصاف رسولنا الكريم :
– أما عن الخصلة الأولى في قوله: “تصل من قطعك” أي أنّ للرحم حقّ الصلة، والرحم هم الأقارب من جهة الأمّ والأب فلا يجوز للمرء أن يقطع من تجب عليه صلته من الأقارب بحيث يشعر بالجفاء ولو قريبه قطعه هو يصله ولا يقطعه .
-والخصلة الثانية نلتمسها أحبتي في قوله صلى الله عليه وسلم: “وتعطي من حرمك” أي ينبغي للمؤمن أن يعطي مما رزقه الله ، فهذا من الكمال .
-وعن الخصلة الثالثة فهي في قوله صلوات ربي وسلامه عليه: “وتعفو عمن ظلمك” .
لقوله عليه الصلاة والسلام: “ليس الشديد من غلب الناس ولكنّ الشديد من غلب نفسه” .
فالتمسوا أحبتي .. الأجر في عيدكم بإدخال السرور على أنفسكم وأهليكم وإخوانكم المسلمين، التمسوا الأجر في صلة الأرحام والصدقة على الفقراء والتوسعة على العيال وإشاعة الفرح وإدخال السرور على قلب كل مسلم ومسلمة .
= أول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم :
وقال ابن جرير في ذكر أحداث السنة الثانية من الهجرة: “وفيها صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة العيد وخرج بالنّاس إلى المصلى فكان أوّل صلاة صلاّها”.
وقد قال الصنعانيُّ: “الحديث يدل على أنّه قال صلى الله عليه وسلم ذلك عقيب قدومه المدينة، كما تقضيه الفاء والذي في كتب السير أنّ أول عيدٍ شُرع في الإسلام هو عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة النبويه .
.
= مقاصد العيد الاجتماعية:
فمن أهم المقاصد التي شُرع العيد لأجلها: الالتقاء بين المسلمين والاجتماع فيما بينهم، ومن أعظم مقاصد العيد إزالة الخلافات بين الناس وإذابة ثلوج الشحناء والبغضاء التي قد تستحكم في بعض النفوس فالناس يلتقون فيتصافحون ويتعانقون ويهنئ بعضهم بعضًا بالعيد ويدعو بعضهم لبعض بموفور الصحة وسلامة
الإيمان ودوام الاطمئنان، وما أظن المؤمن الغيور على دينه العالم بحقيقة الأخوَّة يلتقي من بينه وبينه شحناء يوم العيد، ثم يتمادى في صلابته، فيغض عنه الطرف فلا يكلمه، ولا يصافحه، ولا يسامحه والله تعالى عفو كريم.
.
= عادة التهنئة بالعيد :
التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارَفَ عليها الناس، مع ما فيها من تأليفٍ للقلوب، وجَلْبٍ للمودة والأُلفة عفَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ الْيَابِسُ مِنَ الشَّجَرِ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، وَإِلَّا غُفِرَ لَهُمَا وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُمَا مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ”
.
= سنن عيد الفطر المبارك :
-الأغتسال .. وذلك لما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يغتسل قبل أن يغدو للصلاة فعن نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه (كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ).
.
– التجمل ولبس أحسن الثياب والتطيب بالعطور .
الافطار : يطعم قبل أن يخرج لصلاة العيد وأن يكون ذلك تمراً ووتراً لما جاء في صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ويأكلهن وِتراً) .
.
= العيد هبة الرحمن وفرحة للكبار والصغار :
فرحة العيد: بالتهنئة التي يتبادلها الناس فيما بينهم والتصافح والتآلف والتآخي.
.
فرحة العيد: بإدراك رمضان وبلبس الجديد وشهود الصلاة واجتماع ودعوة المسلمين.
.
فرحة العيد: بالتكبير والاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم -بالصيام والإفطار.
.
فرحة العيد: بتمام النعم واستكمال الشهر ما يوجب شكر الله تعالى على نعمة الصيام والقيام.
.
فرحة العيد: لمن صام لأنه فرح عند فطره وسيفرح عند لقاء ربه: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ .
.
فرحة العيد: للصغار والكبار لأن الفرح بذاته فطرة ولذا فرحت عائشة رضي الله عنها في العيد وقامت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يتكئ لها لتنظر من ورائه.
.
= أحل الله الصوم في رمضان وحرمه في عيد الفطر :
هيا نتأمل كيف جعل الله تعالى الفرح عبادة حيث جعل جل جلاله الفطر في يوم العيد واجباً والصوم محرماً وأبرز مظاهر الفرح في العيد هي الفطر وفي الحديث: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» والفرح غاية مهمة ينشدها الإنسان ليحقق سعادته، فيجهد لتوفير أسبابها وتهيئة أجوائها وقد
يصنع الإنسان في سبيل ذلك ما يضر بنفسه أو يفرح بما لا يحقق لها سعادة أو سروراً أما الفرح الذي يهيئه الله تعالى للمسلمين ويشرعه لهم فهو الفرح الكامل والسرور التام فأتم الفرح وأحسن السرور أن يفرح العبد بما شرع له ربه عز وجل من عبادات، وأمره به من طاعات ورتب على ذلك من ثواب وحسنات .
وعن ابن عمر في حديث مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد: أن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومهما : يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم .
.
= فرصة جليلة في عيد الفطر هيا نغتنمها :
في عيد الفطر المبارك فرصة لا تدانيها فرصة لكي يستثمرها الناس في بر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الجار بمبادلة المعايدة والتهنئة وغيرها من مظاهر الفرحة كما فيه فرصة عظيمة لإصلاح ذات البين وإزالة ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين من حواجز البغضاء والفتن، فكلمة تهنئة واحدة في العيد قد تزيل تلك الحواجز وتداوي الكثير من الجراح بين المتدابرين من الأصحاب والأزواج والعائلات والأسر. فهكذا يزرع العيد في قلوب المسلمين المودة والرحمة .
.
= طقوس العيدية :
العيدية هي عادة إسلامية سنوية وتكون العادة عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال في
عيد الفطر المبارك وأيضًا في عيد الأضحى المبارك وتعود هذه العادة العربية الإسلامية إلى قرون قديمة .
.
= بدع مستنكرة في عيد الفطر المبارك :
-التكبير الجماعي..
في يوم العيد وعادة ما يكون على شكل جماعيّ ويتمثل بفريقين، حيث يقوم الفريق الأول بالتكبير ويرد عليه الفريق الثاني وتعتبر هذه البدعة من الأمور الجديدة.
-زيارة القبور..
لعلّ بدعة زيارة القبور من الأمور المبتدعة في يوم العيد، إذ يتم تقديم الورود والحلوى، وأكاليل الزهور ولكن يُعتبر هذا من البدع والمحدثات التي لم ترد عن الرسول صلوات ربي عليه .. فهى أيام عيد أيام الفرح بعطية الله للمسلمين والذهاب في هذا اليوم للقبور انما هو تجديد للمآتم والأحزان.
.
-اعتبار العيد ثلاثة أيام ..
لقوله صلوات ربي عليه كما أسلفنا : ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى” .
.
-إخراج زكاة الفطر نقودًا بدلاً من الطعام وتأخيرها حتى يخرج وقتها بعد الصلاة.
.
= أحكام فقهيه :
-الحمكم فيما وافق يوم العيد يوم الجمعة ..؟؟
إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة:
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: “اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إنشاء الله” .
.
– الحكم فيمن فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها..؟؟
وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي: ( أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم ).
.
– حكم البدء بالقراءة قبل التكبير في صلاة العيد ..؟؟
لا بأس بهذا فصلاته صحيحة وهذا قول بعض أهل العلم ولكن الصواب والأفضل أنه يبدأ بالتكبير قبل القراءة هذا هو المحفوظ عن النبي ﷺ أنه كبر قبل أن يقرأ،كبر للإحرام ثم كبر ست تكبيرات في الأولى وخمس في الأخرى قبل القراءة فهذا هو الأفضل .
.
= صلاة عيد الفطر:
حكمها .. هي:سنة مؤكدة وتؤدّى من دون أذان أو إقامة وتبدأ صلاة عيد الفطر بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريباً ويمكن أداء الصلاة فرداً أو مع الجماعة وتتكون صلاة عيد الفطر من ركعتين يُكبّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات إلا تكبيرة الإحرام تُرفع اليدان فيها أمّا الركعة الثانية فيُكبر فيها خمس تكبيرات إلّا تكبيرة القيام.
.
= هل تجوز صلاة العيد بدون خطبة ..؟؟
أما خطبة العيد فليست شرطا لصحة الصلاة بل تصح صلاة العيد بدونها كمن يصلي العيد ثم ينصرف، فإن صلاته صحيحة باتفاق أهل العلم، ولا يطلب ممن يصليها في بيته حتى في الأحوال العادية أن يخطب لنفسه أو لمن يصلي بهم
في بيته وكالنساء اللاتي لا يشهدن صلاة العيد في المصليات والمساجد ويصلينها في بيوتهن فإنه لا يُخطب لهن وتصح صلاتهن فمن يصلي العيد في هذا الوضع الاستثنائي فهو جائز في ظل هذه المحنه والجائحة .
.
= ما يقرأ من سور القرآن الكريم في صلاة العيد :
يسن أن يقرأ في صلاة العيد بسورة (الأعلى) و(الغاشية) باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة:الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وذهب إليه أكثر العلماء .
والدليل على ذلك من السنة النبويه:
ما ورد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما ) .
.
= (( أقوال شعراء العرب في عيد الفطر المبارك ))
ارتبط مفهوم العيد عند كثير من الشعراء بالمعنى الديني العميق وبخاصة في قصائد الزهد والحكمة من حيث كون العيد استكمال لنعمة الله في الصوم المفضي بهم إلى آجل الفوز ورضوان المولى جل جلاله .
.
= يقول : أبوالطيب المتنبي :
عيدُ بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ *** بما مضى أمِ لأمر فيكَ تجديدُ
==
= يقول ابن عبد ربه :
بدا الهِــلالُ جَديداً ** والمُلكُ غَضٌّ جديدُ
يا نِعْمَةَ اللّهِ زِيدِي ** إنْ كانَ فيــكِ مَزيدُ
إنْ كانَ للصَّومِ فِطْرٌ ** فَأنتَ لِلدَّهْــرِ عِيدُ
إمامُ عــــدلٍ علـيهِ ** تاجانِ بأسٌ وجـودُ
يومَ الخميس تبــدَّى ** لنا الهــلالُ السعيدُ
فكلَّ يــــومِ خمــيسٍ ** يكـــون للناسِ عيدُ
==
= يقول محمود الوراق :
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ ** يريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا
أتاكَ وفوقَ غرَّتــــهِ هــلالٌ ** إذا قابلتهُ خجــلًا تـــوارى
يشيرُ وعادَ نحــوكَ كلَّ عامٍ ** يحدِّدُ فيكَ عــــهداَ وازديارا
ولا برحتْ لكَ العلياءُ دارًا **ومتَّعـكَ الزَّمـــــانُ بملكِ دارا
==
ويقول ابن معتوق :
هُنِّئْتَ في عِيدِ الصِّيَامِ وَفِطْرِهِ ** أبــداً وقابلكَ الهلالُ بسعدهِ
العيدُ يومٌ في الزَّمانِ وأنتَ لل ** إسلامِ عيدٌ لم تزل من بعدهِ
==
= ويقول أحمد شوقي :
مَولايَ عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه ** في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا
فاستقـــبلِ الآمـــالَ فيـــه بشائراً ** وأشائـــراً تجــالى علــى علياكا
وتلـــقَّ أَعيـــادَ الزمــان مُــنيرةً ** فهناؤُه مــــا كــــان فــــيه هَناكا
أيامـــكَ الغـــرُّ السعيــدةُ كلهــا **عيــــدٌ فعـــــيدُ العالمـــين بَقـــاكا
==
= ويقول أبي إسحاق الإلبيري :
ما عيدك الفخم إلا يوم يغـفر لك ** لا أن تجر بـــه مستكبرًا حللك
كم من جــديد ثيــاب ديـــنه خلق ** تكاد تلعــنه الأقطار حيث سلك
وكم مرقع أطمار جديد تقى بكت ** عليه السما والأرض حين هلك
ما ضـــر ذلك طمــراه ولا نفعت ** هذا حــلاه ولا أن الرقاب ملك
==
= ويقول أبي إسحاق الصابي :
عـــيد إليـــك بما تحــب يــعود ** بطوالـــع أوقاتهـــــن سعـــود
متباركات كـــل طالـــــع ساعة ** يوفي عـــلى ما قبلــــه ويزيـــد
يأتيك من ثمر المنى بغــــرائب ** معدومها لك حاصـــل مـوجود
قضيت شهر الصوم بالنسك الذي ** هو منك معروف لـه معـــهود
أكثرت فيه من تهجــــد خاشـــع ** ما يطمئن بمقلتــــيه هجــــود
فاشرب وسق عصابة قــد مسها ** عطش وجهد في الصيام جهيد
أرويتها جـــودًا فروّ مشاشهـــــا ** راحا فمنــك الجود والناجود
وتمل عيشك فـــي ســـرور دائم ** سربالــه أبـــدًا عليــك جـديد
==
ويقول صالح بن مؤنس:
قد مـــر عيـــد وعــيد ** ما اخضر لي فيه عود
وكيف يخضر عودي ** والمـــاء منـــه بعــــيد
يا من له عـدد المجد ** كلهــــــــا والعــــــديد
آل الفــــرات نـــداهم ** علـــى الفــــرات يزيد
وأنت فضــــلك فيهم **علــــيك مــــنه شهـود
==
.
الخاتمة :
لقد تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبيرفي العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة اتمام الصيام في الفطر. والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد.
.
وفي العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر وخصام .
من سعة الشريعة المحروسة أنها وإن أعملت مقصدها الأساس في الحفاظ على الناس ودفع الضرر عنهم بإغلاق المساجد والمصليات حتى يفرج الله تعالى عن عباده ويرفع الضر عنهم فإنها قد وسعت في أداء هذه الشعيرة الإسلامية بأدائها فرادى في البيوت أو مع الأسرة الصغيرة.
.
ومن هنا يصلي الرجل صلاة العيد في بيته وتصليها المرأة في بيتها بكيفيتها المعروفة عند الجمهور وهي ركعتان بنية صلاة عيد الفطر أو عيد الأضحى في حينه يكبر للإحرام ثم يكبرالتكبيرات الزوائد وهي سبع تكبيرات، يفصل بين كل تكبيرة وأخرى بقدر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كبر ست تكبيرات أجزأه فهو مذهب السادة المالكية والحنابلة ثم بعد التكبيرات يشرع بقراءة الفاتحة والسورة القرآنية والأولى أن يقرأ بعد الفاتحة سورة الأعلى وفي الثانية الغاشية أو ما تيسر له فإذا قام إلى الركعة الثانية كبر التكبيرات الزوائد خمسا بعد تكبيرة القيام، ثم يقرأ الفاتحة والسورة وبذلك يكون قد أدى صلاة العيد ونال أجرها كاملا غير منقوص .
.
وإذا صليت على انفراد فإنَّه يستحب للمنفرد أن يصليها جهراً كالإمام إلا أنَّه
يوالي بين التكبيرات في الصلاة ويستوي في أداء صلاة العيد بهذه الكيفية
المنفرد والجماعة فعلى المسلم الحريص على فضيلة صلاة العيد في بيته ألا
يفوتها لكونها لا خطبة لها.
.
ونوجه النصح أحبتي بقولنا للجميع أن يلتزموا في هذه الجائحة بما جاء من تعليمات ويمكننا صلاة العيد بالمنازل كونها سنة محمدية .. قفلت أب واب المساجد لوسائل احترازية .. ولكن لم تقفل أبواب رحمة الله . فصلوا في مساكنكم أحبتي .
ونتوجه اليك ربنا بالدعاء في هذه الأيام والمناسبات المباركات رافعين أكف الضراعة الى الله ..
.
إلهي وقد أفطرنا بفطرك السعيد الذي أمرتنا فيه بالمودّةِ وصلةِ الرحم ودوام الصلاة واستتباع الذكر والإكثار منه يا من بذكرك تطمئنُّ القلوب .. غفرانك اللهمَّ غفرانكَ عن أخطائنا المغرقة،فما من غافرٍ إلاك وما من عافٍ سواك إلهي واكتبنا مع من مننتَ عليهم بجناتكَ الوارفة وأدم علينا نعمك وعطاياك بحقّكَ على عبادك يا أكرمَ الأكرمين .
.
الهي اعطنا اللطفَ والرحمةَ وامدد لنا من لدنكَ رزقاً حلالاً بمعرفتكَ وطاعتك إلهي لكَ صمنا شهركَ الذي فضلت واستخلصتَ لنفسك وجعلتهُ أجراً للمؤمنين وغفراناً للمذنبين.
.
تقبل الله منا ومنكم أحبتي صالح الأعمال .. وعيدكم سعيد مبارك .. أعاده الله علينا وعليكم بلخرات وكثير من السعادة والمسرات.
______________________
حقوق النشر محفوظة .. د سيد غيث ..