فكّ الإسار
شعر : عبد العزيز محيي الدّين خوجة
تِــلكَ الْــقُيودُ بِــمِعْصَمي حَــطَّمْتُها
يـــا فِــتْــنَةً بِــيَــدي أَنـــا أَبْــدَعْتُها
إِنْ كُــنْتَ فــي الــلَّوحاتِ، قَدْ أَتْلَفْتُها
أو كُــنْتَ فــي الأَشْــعارِ، قد مَزَّقْتُها
أو شَــمْــعَةً فــي لَــيْلَتي، أَطْــفَأْتُها
لَـــمْ تَــبْــقَ إِلاَّ دَمْــعَــةٌ دارَيْــتُــها
أو آهَـــةٌ فـــي خَــافِقي أَحْــرَقْتُها
* * *
أو بــاقَــةٌ صَــفْراءُ ذابِــلَةُ الْــوُرودْ
أَلْــقَيْتُها، وحَــبَسْتُ أَنْــفاسَ الْوُجودْ
وقَــطَعْتُ أَورِدَتــي وَريدًا في وَريدْ
ورَمَيْتُ في نَزَقِ الصِّبا حُلُمَ الْوُعودْ
وصَرَخْتُ في الآفاقِ : إِنِّي لَنْ أَعودْ
إِنِّــي كَــتَبْتُ نِــهايَةَ الْــحُبِّ الْوَحيدْ
فَــخُرافَةٌ : حُــبٌّ نَــما بَــيْنَ الْــقُيودْ
* * *
فُــكًّ الإِسارَ، فَقدْ سَئِمْتُ مِنَ الإِسارْ
ذَاكَ الْــهَوى الْمَزْعومُ أَنْهَكَهُ الدُوَارْ
أَيُّ الــزُّهورِ تَــقولُ عــنها لِــلْقِفارْ؟
أَيُّ الْــقَــصائِدِ صُــغْتُها لِــلإنْتِحارْ؟
بَــيْني وبَــيْنَكَ لُــجَّةٌ أَضْــحَتْ بِحارْ
وكَــأَنَّنَا نَــجْمانِ ضَــلَّا فــي الْمَدارْ
ضِعْنا وعِشْنا الْعُمْرَ نَبْحَثُ عَنْ قَرارْ
* * *
كَــأْسي وكَــأْسُكَ خَــمْرُها كَــالْعَلْقَمِ
وحَــسَوتُها حــتَّى الــثُّمالَة مِنْ دَمي
وتَــرَكْتُها، ونَــدِمْتُ .. لا لَــمْ أَنْــدَمِ
لَــمْ يَبْقَ في الأَكْوابِ ما يُغْري فَمي
نَــفَضَ الْــمَساءُ رداءَهُ عــنْ أَنْجُمِي
وَنَــضَوتُ عــنْ دُنْــياهُ فَجْرَ تَبَسُّمي
زَفَــرَ الْــهَوى لَــمَّا تَحَرَّرَ مِعْصَمِيط
زر الذهاب إلى الأعلى