القصائد

فلسطين القصيدة بقلم: “د. بابكر مجذوب محمد”

بسم الله الرحمن الرحيم
فلسطين القصيدة
د. بابكر مجذوب محمد
تحتل فلسطينية موقعا مهما في الأدب العربي الحديث والمعاصر، لما تمثله من أهمية بالنسبة للشعراء والكتّاب والأدباء، ففلسطين محور الصراع العربي- الصهيوني، وكانت قدسها وما تزال مفخرة للأدباء والشعراء، يتغنون بها ويتزاحمون بإعلان انتمائهم إليها.
لذلك رأينا الشعراء يتجهون نحوها مؤمنين بدورهم الريادي في دفع وحث الجماهير العربية لتسجيل موقف إزاء ما يحصل على أرضها، وكذلك ايمانا منهم بعدالة قضيتها وبحتمية انتصارها في يوم من الأيام على العدو الصهيوني.
فجرى سيل الشعر العربي في تحرير فلسطين، تحريرها في العقول من قيود العجز والتأخر التي نصبها المُحتل وصغاره.
الشاعر عمر أبو ريشة من الشعراء الوطنيين الذين الذين هزّتهم نكبة العرب في فلسطين، وأثّر فيه سقوطها صريعة بيد الغاصب، لا لذنب اقترفته، وإنما لأنها رمز العروبة والإسلام، ففجر غضبه قائلا:
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ
لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ
وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَــدَى
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّـدُورُ
فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّــا الرَّدَى
ونزار قبانيلم يكن شاعر المرأة فقط، وإنما كان شاعر العروبة، فقد تأثر كثيرا بالأحداث التي أصابت الأمة العربية فكتب لفلسطين والقدس وبيروت وبغداد…الخ، وقد أفرد دواوين شعرية ، فاحتلت فلسطين جزءا كبيرا، منها هذه القصيدة التي يحفظها الصغير والكبير في العالم العربي:-
ياقدس يا منارة الشرائع
ياطفلة جميلة محروقة الأصابع
حزينة عيناك يامدينة البتول
ياواحة ظليلة مرّ بها الرسول
حزينة مآذن الجوامع
حزينة حجارة الشوارع..
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران ؟
من ينقذ الانجيل ؟
من ينقذ القرآن..
محمود درويش صدرفي شعره رغبة واضحة، تشكّل مرتكزاً مهماً لفكره النضالي، وتقوم هذه الرغبة على تأصيل الاتّجاه المقاوم في الوجدان العربي، وصقله بالشخصية الفلسطينية، التي تنبعث في نصوص الشاعر نيران غضب في وجه المغتصب، وصرخة استغاثة للإخوة العرب:-
حبس في عينيه دمع العيد ليبكي فرح التحرير، وحمل قضية وطنه؛ ليُسمع العالم معاناة أهله، كما في قوله:
وإذا استرسلت في الذكرى!
نما في جبهتي عشب الندم
وتحسرت على شيء بعيدْ
وإذا استسلمت للشوق،
تَبَنَّيتُ أساطير
هكذا كتب الشُعراء وغيرهم كُثر لنصرة فلسطين، من كل أنحاء العالم الإسلامي، تربطهم الهُوية، وتجمعهم الأمة صفًا واحدًا على هوى فلسطين التي تسكننا لا نسكن فيها، كتبوا ليحفروا الحقائق بأقلامهم في ذاكرة التاريخ، ليحفظوا عهدهم بفلسطين، وينصروها ما كانت أقدامهم على الأرض، سلامٌ عليهم، وقلبٌ لهم.
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله:
“وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”
١

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى