فلسطين بقلم: هاشم السهلاني
. فلسطين
. * *********
قدستُ فيـكِ بطــولة الانسانِ
يمضي لحتفٍ في ثبات جنانِ
قدست فيك صمود شعبٍ اعزل
يــأبى الحيــاة بذلــةٍ وهــوانِ
قدست فيك فتاتك التي تركت
رغد الحيـــاة وفتـنة النسوانِ
قدست فيك الشبل يمضي للوغى
بطل ينــازل اشجـع الفرسان
قدست مسرى للرسولِ وقبلةً
شدّتْ اليـكِ كيــانهم وكيــاني
امسى يغطّ بنومه متكاسلاً
جمع من الرؤسـاء والتيجـان
وتخيّلوا ان الشعوبَ ضعيفةٌ
ونســوا بجهــل قـوة الايمان
قالوا لقد قُسمت وفُضّ نزاعها
لم يبق الا طالب الاحســان
من لاجئٍ ومشردٍ لا يبتغي
غير الرغيف وخرقة ومكان
ومضوا يكيلون المديحَ لهيئةٍ
للـــغوث لا لإعـادة الاوطـان
فـــمللــتِ ترديد الكلام بذلة
ومضيت في عزم بدون تواني
فاذا الفداء مجلجلً في ارضنا
واذا الرصاص خطيب كل مكان
هبّ الجميع ليمنحوك محبة
ضنوا بها في سالف الازمان
لكنها لم تات منهم رغبة
بل رهبـة لتصــاعد الطوفان
واذا باقزام البلاد تطاولتْ
تبغي ادعاء قيـادة الازمـان
ومضت تسابق بعضها بدناءةٍ
كل يــريد الـفـوز بـالـمـيدان
والقائد المقدام ليس سوى فتىً
حمل السلاح مطالبا بطعان
فهو الفدائي الذي يزهو به
جبل الجليل ودوحـه الفنـان
وهو الفدائي الذي من زحفه
ينهدُّ صرح الظلم والعدوان
جنبات حيفا تنتشي بلقاءه
وتضمه يافا بفيــض حـنان
والمسجد الاقصى يبارك سعيه
والمجد يومئ نـحوه بـبنـان
وتقوقع الاقزام خلف مكاتب
وسلاحهم فيها بليغ مـعاني
قوم يخوض الوغى في نومهم
فاذا صحوا يـنهونهـا ببيـان
ومضى الفداء على طريقك صامداً
لم يثــنهِ قيــد وكبح عنان
متجاهلاً صوت الصراخ وراءه
ومشمراً عن صارم وسنان
ترك الكلام لمن يجيد حديثه
وغدا السـلاح له كـلام ثان
يدعوه صوت نحو ارض بلاده
ويحثه شوق الى الاوطان
فيجدّ في طلب الشهادة علّه
يروي الثرى بدم الجراح القاني
تهدي يداه الى قلوب عداته
رعبا يفوق تصور الانسان
حتفٌ يشاطرهم دقائق عمرهم
شبحٌ يطـاردهــم بكل مكان
في حائط المبكى يرون عيونه
في كل بيت فهو قاصٍ داني
يدعوهم هيا ارجعوا لبلادكم
اني اتيت لاســتعيد كيــاني
الارض واسعة ولكنْ موطني
اغلى بقاع الارض في وجدان
لو خيــروني لن ابـيع تـرابه
ابــدا ولــو بٌــدّلتـه بجنان
بشراك ارض القدس تلك جحافل
تفدي ثراك بافدح الاثمان
سنطهر الوطن الحبيب من العدى
ونعيد مجدك شامخ الافنان
فلنا من الاسلام قوة مؤمنٍ
ولنا من الايمان فيض تفاني
(هاشم السهلاني)