فناجينُ الوجع بقلم الشاعر خالد حامد
فناجينُ الوجع
………………
ماذا بعدُ عن فقدِ سنيني من
المَهدِ أحَلّت ليَ الآلامُ وجاءت
بالجراحِ تشكو وتشكوني…
أعانقُها مرغماً وأغضُّ
النظرَ عن ألمِ طعنِ السكاكينِ…
اهٍ من غيابكِ حبيبتي
اطالَ بهِ المدُّ والوقتُ
سيفاً ألويه ويلويني…
حبيبتي وإنْ طالَ الفراقُ
أجدد العهدَ بالتَّمني…
ابحثُ عنكِ عن طيفكِ
اجوبُ ممراتِ الحُلمْ
اشربُ قدحَ الوَجْد
أُمسِكُ خيطَ الأملِ
اشدُ بهِ نزيفَ شراييني…
من دونكِ يأبى المطرُ
عن الهطولِ ياسيدةَ
الوَدَقْ…
وتصفرُ اوارقُ الشَّجر.
تتمايلُ الأغصانُ
اليانعاتُ تعزفُ على
تراتيلِ بُعدكِ لحناً
يمتطي الحُزنَ وأشجانَ
الرحيلْ
يهمسُ بالموتِ
البطيءِ مُردداً هجرا
وأنيناً وقهرا…
ارسمُ في صمتِ
مسارات صوتكِ الرنيم.
وشمساً تُغازل ضوءَ القمر…
أيُ شوقٍ هذا الذي
أرثيه ويرثيني ..
أيُ عطرٍ يجتاحُ
دمي عطركِ القُدسي
سيدتي اموتُ ويحييني…
رَبَتَ الدهرُ على قلبي
وعصرَهُ الأنين..
ألقي في وجهي مشاهدات
أمسِنا القديم ..
كُلُّ يوم تفترشُ الروحُ
على طاولة الصبرِ
والأنتظار ذكرياتِنا البريئةَ..
يزهو بالأنتظار خيالُنا
المزروعُ على قارعةِ الطريق..
عودي أيّتُها الحياة
مالنا والسبات
انصفينا
يموت الوردُ
إذ ماتَ العاشقون…
ها أنا اتوسَّدُ شجرة
السيسبان
حيث اسمينا
المدونين هناك
هل تذكرين
على جذعِها اقمنا صلاة
الوعد الأصيل
وكبَّرنا
حيَّ على العاشقين ..
ماذا بعد ثمة شيء
يهمسُ بلطف يقودني
اليكِ اتحسس قربك
اشمُ عطرَ ايامِنا الأولى ..
يندثرُ الوجعُ يلحقهُ الألم
يغادرُني الأنينُ ويزول الكَدَر…
بأوّلِ إطلالاتِ وجهكِ المنير
من جديد أولدُ أنا…
خالد حامد