القصائد
فيشطرني الغياب بقلم: “نورالدين بنعيش”
فيشطرني الغياب
******
ظلي عاد يخيفني
وظل ظلي يجيئ الي
من كل ناحية
بدوره هو كذلك يرعبني!
فحاولت ان أخيف الظلين
معا
بظل وحيد مثلي
في وحدة وحيدة مثلي!
توحد فيها آخري بأناي
الهاربة مثلي…
من قبضة المتناهي
الذي يكبلني ورؤاي
فما وجدت غير مساء
تدلى من نهار
قضى نهاره كله
يراقبني..
ارتميت في أحضان هدأته
أبحث في مدفأة الماضي عن
كلمات من جمار نار
أجعل بهآ غسق ليلي
الذي بصمته الرهيب
يلفني…
أقل سوادا….
وأقل طولا…
فأقلعت من أرض أحلامي
على متن مركب احلامي
أجدف…
أتخطر فوق الثبج
أميس فوق رؤوس موج
يعشقني..
أفتش فيه..
بين امواجه عمن
سبت كلي
هذا الذي كان
لي…
أرقص على نواصي بحر
يعرفني….
كما يرقص الطائر المذبوح
في قبضة الفناء
وقيتارتي في يدي
تغازلني. …
ان أملأ أنا بموسيقى
نغماتها أنت !
تناشدني أن أضرب
على أوتارها
لتغمرني رنينا….
أنا الذي أوسعتني الدنيا
أنينا….
أكتب شعرا أملأ به
هذا اللامتناهي سحرا
ونثرا ينازع فيه فمي
ريحا عاصفة!
سوداء سوادا
أسود من جبين شبح
شبحه يطاردني…
يتربص بي
في كل اللحظات التي
أخاطب فيها المكان
الذي سجاني بحنان
ظل يسعفني.
أحاور الزمان الذي
كان أكثر من مرة
من ثدي وقته
كثيرا يرضعني..
أتحدث مع الذات
ومعها بالذات
وهي التي أخلعتني ملابسي
وسلمتني للعراء
يشمت بي
حتى هدف إلي طيفك
حائما حولي
فامتلأت عيني بخيال
يأسرني…
في حاضري وماض
يروي لي من سكرات الوجد
وما أدراك ما سكرات الوجد
ما يحرقني…!
فسقطت كل حروف قصيدتي
مضرجة بالدمع…
وخفق الفؤاد ثانية
وثالثة ورابعة….
لما تجلى له حسنك الاسطوري
مصورا في السحاب
مرسوما بريشة عرائس فنون
اصبغت كله
بالوان قوس قزح
فيشطرني الغياب
شطورا أدفنها في
قبر من الجليد…!
وشطورا انثرها على
عمر كلله كمد البعد
البعيد…
احصي خسارات من داخل رتابة
انبثقت من رتابة
ارقت جفوني
واراقت دماء حبل الوريد
خسارات عمر يعاتبني…
عن استنزاف كل وقتي
انتظر وهما
كان يخدعني. ..!
نورالدين بنعيش 4دجنبر202