في أدب الأطفال
قصة
العصفور الجميل والقط
بقلم علي بدر سليمان
-1-
في قرية صغيرة وادعة هادئة وجميلة وفيها الكثير من المشاهد التي تسحر الناظرين إليها.
كانت تعيش مجموعة من الطيور الجميلة مختلفة الأشكال والألوان فمنها ماكان يعيش في تجاويف أغصان بعض الأشجار وقسم منها كان يعيش في شقوق جدران بعض المنازل وكانت أغلب الطيور تقتات على بقايا الطعام الذي كان يرميه سكان القرية.
وفي ذات يوم عند الصباح الباكر وبينما كان
عصفور جميل لونه بني وذيله ذات لون بني محمر
يأكل الطعام على الأرض بقرب شجرة كبيرة انقض قط كبير عليه بسرعة لكن العصفور الصغير استطاع الهرب وطار مسرعا إلى غصن الشجرة وهو يلهث من شدة
الخوف والرعب الذي حل به وأخذ يحدق في القط .
فشاهده يأكل من طعامه وهو يمعن النظر فيه
ويلعق شفتيه.
فسأله العصفور الصغير مستغربا؟
لماذا تأكل طعامي أيها الغريب ولماذا حاولت
الانقضاض علي.
فأجابه القط: لقد كنت أحاول المزاح معك ويبدو
أنني نجحت.
وإنني آكل من طعامك لأنني جائع ولكن أنتظر
أن أكل اللحم فهو أشهى بكثير.
وقال القط للعصفور: انزل انزل عن غصن تلك الشجرة
تعال إلى هنا ولاتخف ألا تريد أن تأكل معي
ألست جائع!
تعال لنتناول الطعام سويا يبدو أنك جائع أيضا.
وأخذ ينظر للعصفور المسكين ويلعق شفتيه.
في أدب الأطفال
قصة
العصفور الجميل والقط
بقلم علي بدر سليمان
-2-
لكن العصفور الصغير أحس بأن القط يتحايل عليه
ويريده أن ينزل لكي ينقض عليه ويأكله ولكن
العصفور الصغير كان أذكى منه فقال له:
إسمع أيها القط :
إما أن تترك طعامي وترحل من هنا وإما أنني
سأنادي بقية العصافير وسنطردك من هنا ونلقنك
درسا لن تنساه طوال حياتك.
فضحك القط بشدة وقال له:
أتمنى منك أن تنادي بقية العصافير لنتناول الطعام
سويا.
فقال له العصفور:
لكن أصدقائي إن أتوا فسوف لن يقبلوا تناول
الطعام معك وسيطردوك من هنا.
فضحك القط بشدة مرة ثانية وكأنما يستهزء
بالعصفور.
وقال له وهو يتقهقه من شدة الضحك:
لقد أخفتني ياهذا
نادي أصدقائك لنرى ماذا سيفعلون.
وتمتم قائلا في نفسه:
ياسلااااااام ……..ستكون وجبة لذيذة ودسمة
سأتخم اليوم من تناول لحم العصافير الجميلة.
فأخذ العصفور الصغير يغرد بشدة!
وجمع المئات من الطيور حوله وعرف بقية الطيور
بأن القط هو من يأكل الطعام وهو الذي أخاف
العصفور الصغير فانقضت عليه جموع الطيور
وأخذوا ينقرونه الواحد تلو الآخر على رأسه بقوة
فأخذ يصرخ ويستغيث وصراخه ملأ المكان كله.
فطأطأ القط رأسه وهرب مسرعا.
وأخذت الطيور تضحك عليه وتسخر منه.
