في الذكرى حياة / الجزء الثاني بقلم :نريمان نزار محمد
في الذكرى حياة / الجزء الثاني
تجاذبتها أحاسيس متضاربة، رغبة في اكتشاف ماضيها السحيق، الذي تعجز عن تذكر معظمه، فهو كشريط فيديو اتلفه الضوء ولم يبق منه الا نزر يسير لا يسد الرمق.
ومشاعر قلق يشوبها خوف، من كشف الستار عن عالم غامض قد يحمل بين سطوره ألم وهم وحزن.
وبعد صراع داخلي مرير حزمت أمرها، وقررت فتح صندوق الذكريات…..
وجدت داخله مقتنياتها التي احتلت مكانة عميقة في قلبها وروحها، أشياء عجزت عن التخلي عنها، وإلقائها في غياهب النسيان…..قلبت مكنونات الصندوق وفي عينها نظرة حزن يشوبها اندهاش… رأت ذلك الشكل المصنوع من الصلصال / شكل حمامة، كان الشكل غير متقن الصنع، حملها على أجنحة الذاكرة الى منزلها القديم، حيث كانت تجلس بجانب والدتها التي تركت السنون على ملامحها وشعرها أثرا جليا، وتراقبها بعيون يملؤها الحنان والحب، بينما كانت تصنع الطفلة أول مجسم لها بأناملها الصغيرة الغضة.
بقلم: نريمان نزار محمد