قناة نحو الشروق

في القلب حزن بقلم شهرزاد مديلة

في القلب حزن

إِذَا أَتَاكَ جَرِيحُ القَلْبِ مُضْطَرِبَا = أَصْلَتْهُ نَارًا غَدَتْ فِي جِسْمِهِ حَطَبَا

يَا سَائِلِينَ جُرُوحُ الحُزْنِ تَعْصُرُنِي = وَ الشِّعْرُ مِنْ قَلَمِي عَنْ حُرْقَةٍ كَتَبَا

هُمُومُ قَلْبِي إِذَا الأَهْوَالُ تَرْكَبُهَا = يَا وَيْحَ مَنْ بِهُمُومٍ يَرْكَبُ الغَضَبَا

تَفَطَّرَ القَلْبُ أَخْشَاهُ سَيَعْتَذِرُ = مَظْلُومَةٌ صَحَبَتْ مِنْ ظُلْمِهَا تَعِبَا

فَالفِكْرُ حَارَ وَ إِنْ فِي وَجْهِهِ خَجَلٌ = عَنْ حُرَّةٍ حُلْمُها فِي لَحْظَةٍ نُهِبَا

يُهَدْهِدُ الحُزْنُ بَلْهَاءً وَ قَدْ مَسَحَتْ = دُمُوعَهَا وَ تَرَاهَ العَيْنُ مُقْتَرِبَا

تَعَوَّدَ الشَّاعِرُ الأَوْجَاعَ يَعْزِفُهَا = وَ فَارَقَ العَزْفَ نَايِي وَ مَا طَرَبَا

فَرَاحَ يَشْكُو عَلَى مَنْ دَمْعَتِي هَمَلَتْ = لَمَّا رَأَى مَنْ دِمَاهُ غَطَّتِ اللُّعَبَا

بِكُلِّ أَرْضٍ لِبَاسُ المَوْتِ مِنْ جَسَدٍ = وَلَا يُنَادِي سِوَى الأَسْمَاءِ مُنْتَحِبَا

مَاذَا أَقُولُ لِلَيْلٍ جَاءَ مُعْتَصِمَا = وَمَا تَصَدَّى لِبَدْرٍ نُورُهُ هَرَبَا

لَكِنَّهُ حِينَ عَادَ العُرْبُ فِي أَلَمٍ = أُرْثِي كَلَامًا وَمَا قَدْ أَرْخَصَ الأَدَبَا

وَ لَا أُنَاجِي سِوَى الأَعْوَامِ مِنْ كمدٍ = عَلَى جُرُوحٍ دِمَاهَا لَوْنُهَا خَضَبَا

بِالصَّوْتِ أَسْتَسْمِحُ العُمْرَ الَذِي ذَبَلَا = وَمَا عَرَفْتُ لَهُ شَيْبَا وَ لَا سَبَبَا

جَاءَ السَّحَابُ وَلَا مَاءٌ يُرَافِقُهُ = سِتْرُ السَّمَاءِ يُرِينِي البَرْقَ مُحْتَجَبَا

فَرُبَّمَا احْتُسِبَ الإِنْسَانُ فِي ظَمَأٍ = وَ المَاءُ فِي كَأسِهِ عَنْ مَشْرَبِ اغْتَصَبَا

عُصْفُورَةٌ مِنْ شَآمِ العُشِّ مَا سَقَطَتْ = وَ عُشُّهَا لَمْ يَكُنْ فَخْرًا إِذَا طُلَبَا

مِنَ النَّخِيلِ إِلَيْكَ الجِذْعَ تَعْرِفُهُ = يَهُزُّ حَرْفِي وَمِنْ شِعْرِ الوَفَا رُطَبَا

شهرزاد مديلة

 

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى