في خواتيم رمضان ووداعه بقلم : د. بابكر مجدوب محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في خواتيم رمضان ووداعه
د. بابكر مجذوب محمد
ها هو رمضان قد مضى وتصرمت أيامه، ربح فيه الرابحون وخسر من عظمت موبقاته وآثامه، فيا أيها الرابح هنيئًا لك، و يا أيها الخاسر ما أجهلك، ولا نعلم من الرابح فنهنئه، ومن الخاسر فنعزيه، لكن الله يعلمهم، فعلم الغيوب إليه سبحانه.
فيا شهر الصيام فدتك نفسي تمهل بالرحيل والانتقال، فما أدرى إذا ما العام ولى ، وعدت بقابل في خير حال، أتلقاني مع الأحياء حيا أم انك تلقني في اللحد بالي،فذلك حال الدنا دواما فراق بعد جمع وارتحال، رمضانُ قد رحلت فما عسايّ أقولُ والدمعُ من ألم الفراق يسيلُ ؟ عامٌ مضى .. غفت القلوبُ وأجدبت هممٌ وأنكرت الثمارَ حقولُ،واستنفرتنا للمباهج أنفسٌ مالت مع الأهواء حيث تميل فلك التحية .. ما أقمت بأرضنا * * * ولك التحية .. ما احتواك رحيلُ.
يقول كعب رضى الله عنه: “من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود”.
-ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: “بئس القوم لا يعرفونه.
هذه ٲبيات عن شهر رمضان المبارك وتتناول ختام ووداع الشهر الكريم ونصائح بعدم الغفلة بعد رمضان:-
* رمضان دمعي للفراق يسيل والقلب من ألم الوداع هزيل
رمضان إنك سيدٌ ومهذبٌ وضياء وجهك يا عزيز جليل
رمضان جئت وليلنا متصدعٌ أما النهار بلهوه مشغول
فالتف حولك سادةٌ ذو همةٍ لم يثنهم عن صومهم مخذول
قاموا ليالٍ والدموع غزيرةٌ ويد السخاء يزينها التّنويل
إلا في رمضان.
* خليلي شهر الصوم زُمَّت مطاياه *** وسارت وفود العاشقين بمسراه فيا شهر لا تبعد لك الخير كله *** وأنت ربيع الوصل يا طيب مرعاه.
* هذه القصيدة كتبها الشاعر جابر القمحي رداً على قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي
رمـضـانُ ودَّع وهو فى الآماق **** يـا لـيـته قد دام دون فراقِ
مـا كـان أقـصَـرَه على أُلاَّفِه **** وأحـبَّـه فـى طـاعـةِ الخلاق
زرع الـنـفـوسَ هـدايةً ومحبة **** فـأتـى الـثمارَ أطايبَ الأخلاق
«اقـرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها **** عـطـرًا على الهضبات والآفاق
ولِـلـيـلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها **** عـن ألـفِ شـهر بالهدى الدفَّاق
فـيـهـا الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا **** حـتـى مـطـالعِ فجرِها الألاق
فـى الـعامِ يأتى مرةً .. لكنّه.. **** فـاق الـشهورَ به على الإطلاق
شـهـرُ الـعبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى **** شـهـرُ الـزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
لا يـا أمـير الشِّعر ما ولَّى الذى **** آثـاره فـى أعـمـقِ الأعـماق
نـورٌ مـن اللهِ الـكـريمِ وحكمةٌ **** عـلـويـةُ الإيـقـاعِ والإشراق
فـالـنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ **** مـن مـأثـم ومَـجـانةٍ وشقاقِ
لا يـا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ **** مَـن صامَ فى رمضانَ صومَ نفاقِ
فـإذا انـتـهـتْ أيامُه بصيامِها **** نـادى وصـفَّق (هاتها يا
ساقى)
وختاما أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه، وقيامه. فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [البقرة :185]، والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال