في قلبي حب دفين للكاتبة ريحان الجزائري
عنوان الكتاب : في قلبي حب دفين .
المؤلف : ريحان الجزائري .
نوع العمل : رواية .
عدد الصفحات : 280 صفحة .
الناشر : دار ببلومانيا للنشر والتوزيع – مصر –
الطبعة الأولى 1442هـ – 2020م – القاهرة- مصر
مراجعةوإعداد: تقى علي حسين.
رواية كل شعور شرقي…
رواية المناخ العربي…
وهي مقسمة إلى مراحل يحكي كل جزء منها حياة جيل ومعاناته، والجميل فيها أنها بدأت بخريف حزين وانتهت بربيع أسطوري.
خريف أطفال تساقطت الطفولة والحب من شجرة أيامهم وحياتهم، ثم شتاء نزف دما فدمعا غزيرا، ثم صيفا حصد الأرواح في حادثة مرعبة دفن الأبناء على إثرها أمهم في مشهد مهول، لكن في الأخير أتى الربيع عبر نافذة الحب التي شرعت حضنها لمن تمسكوا بالحياة.
الحكاية كلها تدور حول الشعور بالخوف من البوح، حول الخوف من خسارة الآخر حين نصرح بمشاعرنا أو الخوف من إجابته، حول حاجز التبرير الذي لا يتجاوزه الكثير، لأن هناك مئات من البشر لا تسامح، وهناك الكثير ممن لا يؤمن أن الإنسان يتغير.
_الشبهة: الذنب الثاني للبشرية أن جرائمهم تقع تحت مظلة سمعت بلا مشاهدة أن تتهم أحدا بطهارته لا تزول هذه اللصقة عنه و سبعه أجيال من ذراريه، فاحذر الكلمة السيئة والقذف و لا تخلق مبررات لذلك.
_تأثير الماضي: للكلمة على نفسية الطفل تأثير كبير، أطفالك زهورك، لذلك وأنت تتحدث عن مساوئك وظنونك، أو أهميتهم من عدمه، أو أيا كان كلها أفكار لو سمعوها لن ينسووها مدى الحياة، كأن أذان الأطفال لا تلتقط إلا الذي لا نود أن يسمعوه، وهذا الخطأ الذي ارتكبته مريم وراحت ضحيته ابنتها رحاب.
_ شخصيه الأم: هي الضعيفة التي تجهل أن نفسيتها وتفكيرها السليم هو الأهم لعائلتها وليس بقائها فقط بجانبهم وهي كتلة علل وجبن وتبعية، وأنها ستجلب جيل يعيش الوهم مشتت السلوك مسلوب الرأى مهزوز نفسيا.
_المشاعر الخالدة: المشاعر لا تموت وهي التي تجعل البشر لا يكبرون وهذا ما حصل لأمجد، وكذا لأمين الذي جعلنا ندرك أن القبلة الأولى لا تنتسى ولو قبلك بعدها العالم بأسره.
_الأطفال: هم انعكاس لأمهاتهن كما أن الزوج الجيد يجعل الأم تحب الحياة وتخلق جيلا قويا لا ينهار أبدا، وعكس ذلك قد يؤدي إلى إرث أسود ينتقل إلى الأبناء وقد يقتلهم أحيانا.
_الشك: حين يدخل الشك في حياه البشر لا يبقى للعقل مجال، فتتراكم الأوهام ويصبح الانتقام والتربص الهاجس الوحيد.
_الأحداث: كل الأحداث تدور حول الاختباء، فالكل يخبئ شعوره، فلو أننا نمتلك ثقافة الحوار الذي يؤدي إلى البوح لتجنبنا الكثير من الحزن ولأقبلنا على الحياة بنوايا بيضاء نقية.
أن تبوح برفضك للواقع…
أن تبوح بحبك…
أن تبوح بشكك كي تنتهي المخاوف ويرتاح ضميرك…
أن تبوح بأمنيتك، فلا تضطر للبحث عنها في الغربة كما حصل (لأمجد)
_اللغة: فصيح ويتخلل النصوص الكثير من القصائد الشعرية، في حين أننا نجد بعض الردود والحوارات بايقاع شعري كذلك.
_السرد: متقن، إلى درجة أنه يشبه إلى حد ما المسرحية أحيانا أو الأعمال الانجليزية القديمة.
في أول الرواية ستلاحظ كثرة الوصف ما يجعلك تشعر بشيء من الملل من كم التفاصيل، ربما ستبدو في أول الامر أنها وافرة وأحيانا لاداعي لها، ولكن هذا من ذكاء الكاتب أيضا، حيث يحاول إلمامك وإحاطتك بكل جوانب الشخصية، من حياته وكذا صفاته كأنه يرسم البطل أمامك ويجعلك تشعر أنه يعيش معك حتى بصوته الذي تتوسع الكاتبة بدقة مدهشة بشرح تأثير الصوت على قلب المنتظر كما حدث بين( ياسمين وأمين) تأثير خطوات المحبوب، تأثير عباراته، كلام العيون… كأنه كلام ذو أجنحة يطير بك عاليا.
وفقت بشدة ريحان الجزائري في خلق جو من التشويق في الآتي :
أولا: التداخل المتشابك للمشاعر الغير متبادلة حتى تحولت الحكاية إلى عقد مؤلمة لا تنفك من حب من طرف واحد، حب لا يكتمل، وكأن لابد من كبش فداء لفك تلك العقد الكثيرة.
ثانيا: الحكاية كلها أبطال فليس هناك شخصية أقل تأثيرا من الأخرى، حتى البليد له دور الشرح، كشخصية كوثر التي كانت باردة المشاعر تجاه زوجها وابنها، لكنها كانت امرأة تشبه ردهة انعاش أو سيارة طوارئ، تجدها حاضرة في المواقف الصعبة عند الآخرين وغائبة عن عائلتها، هكذا أشخاص تم رسم صورتهم بدقة في الحكاية، فكوثر كانت من الذين يقدمون العقل دائما، ومسألة تقديم العقل مسألة متعبة، لأنها تجعلك لاترى الصور الجميلة التي أمامك، لأن الجمال بالنسبة لهم محاط بشيء من التعود أو الاستمراية.
الشخصيات:
_الغير مبالي إلا بنفسه.
_العاشق المتزن.
_ الأبوي.
_ المتهورة.
_ العاشق الصامت.
_ المعقد الملئ بالشكوك.
_المربي.
كلها أدوار تقمصتها الشخصيات في الرواية
وكما قلت في بداية قراءتي (هي حكاية كل شيء شرقي)
الاقتباسات:
1- هذه هي الحياة يمكنها أن تفرحنا بصدفة كما يمكنها أن تفجعنا بصدمة، ويحدث أن نقرأ أو نشهد قصصا للألم بكل ما تحمله هذه الحروف من معاني، فنتوق لمعرفة النهاية علها تكون بنفس الحروف مع اختلاف الترتيب ليشع الأمل من القلب الذي يعاني، لكن الموت يتدخل فجأة معلنا النهاية أو بداية حياة جديدة ربما تكون سعيدة لكن في عالم آخر غير عالمنا هذا.
2- الابن البار يدفن قطعة من قلبه مع والديه لا قطعة من كبده.
3- لقد كبرت يا أماه…
كبر وجعي الذي بلغ منتهاه…
فأنا الضعيف الذي من جروحه يستمد قواه…
أنا السقيم الذي من سقمه تستقيم خطاه…
أنا الحزين الذي يرسم الابتسامة على الشفاه…
أنا المريض الذي لا طبيب ولا دواء شفاه…
أنا الشيخ الذي لا شباب أغراه…
أنا الخريف الذي لا ريح أعراه…
أنا السجين الذي ولد والأصفاد تكبل معصماه…
4- لكنني لا أدري كيف كبرت يا أماه ؟؟؟
وأنا لا أذكر أنني كنت صغيرا واأسفاه…
وصغارك تحت جناحي يبغون حماه…
فأرفع لهم من الجناح يمناه…
لكي لا يصمهم صدى الأنين من يسراه …
5- لكن المرأة قد تصل إلى ذروة قوتها حتى تكاد تجزم بأنها لن تضعف أبدا، ولن يستطيع أحد مهما كان قويا أن يكسرها، أو بالأحرى مهما كان شعورها نحوه قويا، لأن الخذلان هو هدية أحب الناس إلى قلبها، ليأتي في الأخير ذلك الكائن الحي الذي سيجعلها تتمنى لو أنها لم تكن حية، ذلك الكائن الصغير الذي لا يمكنها أن تراه بعينها المجردة إلا أنه بامكانه أن يستحضر لها كل المشاعر السيئة التي عاشتها أو لم تعشها حتى يحطمها ويدمرها من الداخل وكذا من الخارج أيضا ولو كانت هضبة شامخة، إنه الهرمون.
6- صبرت كصبر سیدنا يعقوب على ابنه يوسف…
فرزقت بخل يقتدي بعفة سيدنا يوسف…
وكان مهري منه سورة يوسف…
ولما رزقت منه بطفل أسميته يوسف…
فغدت حیاتی بجمال سيدنا يوسف…
فالصلاة والسلام على سيدنا يوسف…
7- أفضل الأشياء في هاته الحياة هي التي تأتينا دون مواعيد مسبقة…
8- من يرحل بلا وداع لا يحق له أن يسأل عن الأوجاع…
9- أنت لا تعرفين ما معنى أن يحمل المرء حبا دفينا في قلبه…
10- قاسية أنت يا ياسمين حين فكرت أنني وحش كباقي الوحوش التي تترصد بك وتحاول أن تلتهمك، ولست أبرئ نفسي إنما أنت الملاك الذي وئد برقته وبطيبته وحشيتي، وكنت مستعدا لأعيش حياتي كلها كما تنظرين إلي أي كأخ لك وأنا أحمل حبك العذري في قلبي، لكنني لم ولن أكون على استعداد أن أكون غريبا عنك، مع أنني أعلم أنني لا ولم ولن أكون قريبا منك أبدا، لذلك أفضل أن
أموت في أوطان غيرك على أن أعيش في غربة وطنك.
11- ما يوجعني يا وجعي… أنك سمحت للشك أن يراودك عني، وأنا الذي لم أسمح لنفسي أن تطالك شرورها يوما…
12- أعيش على زياراتك في أحلامي للأتحرر من واقعي الخالي من حضورك…
13- ومع ذلك كنت أحمل نعشي وأمشي بينكم وكلي ابتسامة وأمل كأنني الحياة بكل أكاذيبها…
14- الشك إذا تجاوز شخصان فهو حقيقة…
15-: هي لا تحب اسمها…
:لا عليك، ستنسى اسمها بحب أسماء سيصبحون كل حياتها…
16- إن المصائب لا تأتي مفردة أبدا.
17- فابتسم هو الآخر ابتسامة أبرد من خيبته ثم قال : – أنا إنسان لا أجيد النسيان ولو أردت ذلك…
#Tuqa_ali
#ريحان_الجزائري
#في_قلبي_حب_دفين
#ببلومانيا_للنشر_والتوزيع