إشراقات أدبيةالقصائد

(( فَرطَ العِقدُ)) بقلم سناء شمّه

(( فَرطَ العِقدُ ))

تداعى اللبلابُ منتحباً
لم تعدْ فراشاتُ الزهرِ
تلوذُ بطيبِ رونقهِ
تغريدُ البلابلِ أسكته
مزمارُ الرجلِ العجوز
إذ ينأى عن عينِ السلام
وأهدابٌ تصافحُ آخر المطاف
تسرقُ الدمعَ إذ يبسَ
من ضرباتِ الأوجاع
انتزعَ الوشاح من صدرِ الحلم
ففي جوف التراقي انكفأ العمر
ماكادَ يبصرُ صحوَ السماء
أ تلبسها غماماتٌ ممتدّدةٌ ؟
أم تغشّى بخيوطِ الرماد
ويحَ قلب من أسفارٍ أتعبتْه
يفتِّشُ عن ضالّته في بطنِ السراب
حتى تصدّعتْ أبوابُ الشِعر
من نوازعِ ماكانَ وفات .
خيطُ الحرير قضمه فم الزمان
وعرسُ الربيعِ تغافى عن جادّتهِ
طبولُ الندامةِ تقرعُ في كلِّ حينٍ
تثقبُ الفؤادَ في شِرعَةِ هواه .
كأنه طائرةٌ من ورقٍ
تتباعدُ هاربةً …لاترومُ للقاء
لكنّ صوتَ القدَرِ تنادى
هنالكَ آخر طيفٍ من أطياف الورى
سيجثمُ على قارعةِ الفراق
يحلبُ العشقَ من ضرعِ الجفاف
وغدا طائرُ الشوقِ قتيلاً
يبكي ندماً على بركةِ الجفاء .
أيّانَ ذاكَ الذي صدحتَ به
كأنّه صفيرُ ريحٍ في فلاة
تذُرُّ الألمَ متعمِّداً ماله من فواق
أ هكذا تستلُّ مديّات الروح ؟
حين يتبارى قناعُ الزّيف مبتهجاً
أو يدري أنّ الأقمارَ قد أفلتْ
بعد طعنةٍ في محرابِ التجنِّي
تغلّفَ القلبُ برداءِ العذارى
لاتنشدُ مزمارَ الراعي الحزين
فَرطَ العِقدُ فلاتجمعه مُعجزةٌ
إذ يشكو صاحبُه لربِّ السماء
بيتُ الأكاذيب تهاوى برجفةٍ
وتنكّرَ الميثاقُ مذْ عرفَ الصواب .
تقوّسَ ضلعُ الوصالِ بثقلٍ مركوم
القلبُ مجزوء ماعادَ يحمله
فالموتُ قدرُ اللهِ حين نبلغُه
كيفَ إذ يسري في دمِ الأحياء .
ينفثُ من قُدورِ الخذلان شواظٌ
أنىّ لفؤادٍ باتَ رميمَ التراب ؟

بقلمي / سناء شمّه
العراق

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى