قدر //بقلم الكاتبة امل علي
“قدر”
بعد أن نزحوا مع أهاليهم من مدينتهم هروبًا من الحرب التي تحرق الأخضر واليابس، وبعد خروجهم من حدود المدينة وهم في طريقهم إلى الصحراء، ليذهبوا إلى المكان الذي يفي ببعض سمات الحياة،
والذي دلهم عليه أحد العارفين بالصحراء،
لمحا بعضهما بين زحمة النازحين؛ فكان لقاءهم الأول الذي تحدثت فيه العيون ورسوم المُحيا، التي تنم عن كلام الروح والذي لا يسمعه غيرهم، أتفقا على اللقاء الثاني،ليلتقيا عند بئر الماء، ثم اكملوا الطريق، وما أن وصلوا حطوا رحالهم ونصبوا خيامهم، و بعدما أنهكهم التعب
نام كلًا في خيمته، وهم ينتظرون موعد اللقاء بلهفة، طلع الصباح، تهيأ الجميع ليكمل ما بدائه البارحه من ترتيب وتنسيق داخل خيامهم وخارجها،
أما هي فذهبت لتجلب الماء،
وهو ذهب ليرعى الغنم التي هي الآن مصدر غذائهم الأساسي…
وعلى مسافة في الطريق ، رآها و رآته ثم حدثته وكأن خواطرهم تتخاطب وتنطق النظرات فبادرت وقالت:
فكيف سنلتقي والجمع يرتقبنا
فرد:وما ضر الجميع إذا ألتقينا
فقالت: ان ذاك عيب ينتقصنا
فقال :بل انه الجمال، وما أسآنا
فقالت:أحبك رغم ما قالوا وفعلوا
قال: وليس يضرنا ما قيل عنا
فتفرقوا وكلا ذهب مسعاه، و بعد أن تقاربت لحظات اللقاء وقبل الوصول بلحظات الى المكان المرتقب اللقاء فيه، تسابقت أنظارهم لترى أتجاه مقدم الآخر، واذا بهم على بعدٍ قريب من البئر ، أبعد من بعضهم قليلًا،
لتعتلي وجوههم السعادة الغامره وصوت الشوق يصرخ من نظراتهم قائلًا ما أقرب لحظات اللقاء، وتتسابق دقات قلبيهما وتتبعها سرعة الخطوات،
أقتربا وما أن هم كل واحد منهم بأن يحضن الآخر، أبعدهم الحياء، وأستندا على البئر، ليكون الحديث أشفى لشوق الروح للروح، وتنطق قلوبهم بصوت واحد
ماذا فعلت بنا الأقدار؟
كنت آراك في حلمي، وأبحث عنك، حين أصحو في وجوه العابرين، وينتهى بي الأمر
أنتظرك
عند محطات القطار
علِ إراك، ودون جدوى أعودُ
بخُفي حنين..
والآن،
نعم، الآن
بعد أن فقدت الأمل،
بحثا وأنتظار!
هاقد وجدتك،
آت اليّ
لنلتقي في هذا المكان
البعيد..
لتحتويني
و لتسكنني،
يا غاية فرحتي،
بعد الآن
لن يسكن الحزن قلبي و فيه سكناك
#أمل_علي