المقال

قد مَسّني الضُّرُّ بقلم: “سناء شمه”

قد مَسّني الضُّرُّ
كحباتِ المطرِ على نافذتي
تَساقطُ دموعي جمرا
فؤادي يعتلجُ من ضيقةٍ
وزفيرُ أنفاسي كلحظةِ الموت
ربّاه ..ياربّاه
قد مَسّني الضُرُّ
دعاءُ الفجرِ يكتنفني
أتمرّغُ بالأحزان ِ في حجرتي
بابُ موصودٌ يؤنسني
يا عينَ السهاد ارحميني
أنا لستُ كأيوبَ
ناداه ربّهُ هذا مغتسلٌ بارد
ولكني أتصبّرُ بدعوةِ يونس
أن لا إله إلا أنت َ سبحانكَ
إني كنتُ من الظالمين
قضيتُ عمري كبياضِ الثلجِ على السفوح
قلبي زيّنتهُ بطيبِ الزعفران
ما لِلناس سكارى في مشيِهم
كالحنظلِ يتلفّظون بالكذِبِ
أقنعةُ الرمادِ تعلو وجوهَهم
يكتبون الميثاقَ بحبرِ الخداع
يقتلون حتى الأماني
في كؤوس الانتظار
ربَّاه…قد مَسَّني الضُّرُّ
إليكَ ملتجئي وعليكَ توكّلي
لم أعقرْ ناقةَ النبي
ولم أكن من قومِ جالوت
مذ كبرتُ قلمي وقرآني منهجي
ماكنتُ قاطعةً درباً
أو غرفتُ من ماءٍ آسن .
تصاحبني صلاتي كظلِّي
أتفيأُ بأشجارِ الصبر
وأترّقبُ باكورةَ الأحلام
لعلّي أقتبسُ جذوةَ
أكملُ بها مشواري
وينقشعُ عن لُجَيني ذاكَ الظلام
يداكَ مبسوطتان بالليلِ والنهار
وأمركَ كنْ فيكون
تُضيء وتُطفئُ ماتريد
ومن رحماتكَ تَزيد
فاصرف عني قلوباً كاذبة
تتلوّنُ كأوراقِ الخريف
ثم تتهاوى أمامَ ناظري
سوداءُ المُحيّا يومَ الوعد .
حنانيكَ بقلبٍ يغذوه الإيمان
فإني قد مَسّني الضُّرُّ
منذُ أعوام الربيع
كبُرَ شجرُ الزيتون في حديقتي
وتحتَ ظلالهِ تنطقُ عذاباتي .
بقلمي / سناء شمه
العراق…

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى