القصائد

قراءة في قصيدة الشاعر “بدر شاكر السياب” بقلم: “سهام بن لمدق”

قراءة في قصيدة الشاعر بدر شاكر السياب بقلم الكاتبة سهام بن لمدق
من الجزائر
الرمزية في قصيدة حدائق وفيقة
ولد بدر شاكر السياب في محافظة البصرة في جنوب العاق ٢٥ديسمبر ١٩٢٦ وتوفي٢ ديسمبر ١٩٦٤
تاركا وراءه ارثا في مدرسة الشعر التي كان مؤسسها للشعر الحر في الادب العربي كان شاعرا عراقيا من شعراء المشهوين جدا في الوطن العربي وذلك فيالقرن العشرين
كان السياب شاعرا معروف بشاعريته المخلدة شكل شعره باشكال تقلبت فيها ريشته بتغيرات اطوار حياته المعاشية والاجتماعية والفكرية وذلك حسب الالام التي عاشها في شبابه حيث كان المرض يكاد يفتله ولكنه لم يكن يقاومه بل كان يرى الموت في كل كتابته كانت له رمزية الشعرية غالبة على نصوصه ان لم نقل جلها فقد كانت له قصائد مثل المعبد الغريق ومنزل الافنان التي التمس فيها القارئ لشعره كيف اصبحت الحياة الوجود وقد كان السياب من ابرز الشعراء الذين كانت لهم معاينة الموت و مواجهته حيث كان يطلب من الموت زيارته وكان هذا ناذرا جدا في الشعر العربي كانت قصيدته وفيقة احدى ابرز قصاىده التي تحكي الامه ومعانته في فقده لحبيبتيه هي وامه
اردت ان يكون لي فيها تحليلا او قراءة نقدية
عاش السياب في ايام شبابه المراهقة التي لم تفارقه حتى في سنه المتقدمة
كانت وفيقة قريبته جميلة في جيكور احبها حبا مرضي وهو في سن المراهقة دون اخبارها بحبه كان يتصورها رفيقة دربه حيث كان يرى فيها شبها كبيرا بوالدته
ولكن وفيقة تزوجت من غيره ثم ماتت في سن والدته وخلفت وراءها طفلة كان يراها في تمثال مرسوم بمخيلته حيث ظلت عالقة بذهنه المشوش
نظم في سبيلها قصائدا منها حدائق وفيقة و شباك وفيقة وقد تحدث عن شباك وفيقة الشباك الازرق لاحد اصدقائه وهو في اشد ماساته والامه من مرضه وصديفه هذا عندما قرا له السياب قصيدة شباك وفيقة في مقطعيها عند،ذهابه الى جيكورعام ١٩٦٧ بعد وفاته ببضع سنوات راى شباكا ازرقا كان على طلاؤه قشيبا في منزل مجاور لمنزل السباب قيل له انه بيت وفيقة
كانت لبدر السياب رغبة كبيرة في ان يكون له حظا يجمعه بوفيقة في عالمه علم الموت الذي كان يراه ويكتب عنه في قصاىده مستعينا برمزيات شعرية
كان يرى الحياة صحراءا قاحل باردةة وهذا لانه لم يتمكن من تحقيق رغبته حسب ما كان يكتبه بشبقه الشديد من جهة ومن جهة اخرى لعجزه الجنسي واصبح الحب لذيه سرابا وكانت انذاك حياته الزوجية تنطفئ شمعتها ويصيبها الفتور وفي هذه الحالة اشتعلت بقلبه وذهنه نور اسمه وفيقة جعلته يرتبط خياله الشعري المرتبط بالهلوسة والحقيقة عند الموت
كتب فيها قصيدة حدائق وفيقة
لوفيقة
في ظلام العالم السفلي حقل
فيه مما يزرع الموتى حديقة
يلتقي في جوها صبح وليل
وخيال وحقيقة
تنعكس الانهار فيها وهي تجري
مثقلات بالظلال
كسلال من ثمار كدوال سرحت دون حبال
نرى هنا ان السياب شاعر عصره والعصور القادمة
يرمز لقبور بحقل في العالم السفلي
والجثت بالزرع الذي يخلف حديقة
بللتالي لن يكف الحقل من زرع الموتى بالقبور والتي تكون حديقة كان السباب يرى في القبور جنة وكانه يرى وفيقة في جنة في جو الصبح والليل يعني طوال الوقت لم تفارقه كان يعلم انه بين الحقيقة والخيال ولكنه لم يعرف التمييز بينهما
لم يكن يخشى الموت لكنه كان يرى وراءه جنات تجري من تحتها الانهار كان حزينا مكتئبا طول الحياة .تحمل وفيقة على كتفيها اثقالا في الظلام تحت الارض هناك يوجد الا الحلكةولم تكن تامة رمز للظلام بالظل كان يرى الضوء من خلالها والذي اقتبسه من نور الصبح.
والسلال الثقيلة بثمار هو تشبيهه بالترب على الجثث الموتى لم يكن من يحملها عنها
كان شعره صوفيا وهذا لما نراه في تشبته بالحياة خلف الموت والتي يراها ابهى حياة كان يراها جنة وكانه يحمل مثقال ذرة خير فيكون له الخير كله من عند بارئه
كل نهر
شرفة خضراء في دنيا سحيقة
ووفيقة تتمطى في سرير من شعاع القمر
زنبقي اخضر
في شحوب دامع فيه ابتسام
مثل الافق من ضياء وظلام
وخيال وحقيقة
اي عطر من عطور الثلج وان صغدته الشفتان
بين افياءالحديقة
كان يرى نهرا من انهار الجنة كشرفة خضراء في دنيا بشعة ومخيفة والحو ممطر
ووفيقة فوق سرير من شعاع القمر كان يرى من خلالها النور وكانه يرمز لنور وفيقة بنور السموات والنور هنا هو نور الصبح في ليل اين يظهرلنا فيه القمر
كان يرى الدنيا كلها خضراءا حتى نور القمر زنبقي اخضر والزنبق هورمز الحب هنا يعود بنا الى الاكتاب لمفارقته لوفيقة حيث يقول في حزن في شحوب دامع فيه ابتسام لانه يقول لنا انه رغم حزنه الا انه سيكون له لقاء بوفيقة في عالم النور وتنجلي عنه تلك الاحزان
وسيشم عطر وفيقة رغم البرد عندما تصغد وهنا يستنجد بسجن كرمز سجن الشفتين في اجواء القبر اين تكون جثة هامدة باردة وعطره من الثلج الابيض الذي سينقيها من جميع اخطاءها
يا وفيقة؟
والحمام الايود
يا له من شلال نور منطفئ
يا له نهر ثمار مثلها لم يقطف
يا له نافةرى من قبر تموز المدمى تصعد
والازاهبر الطوال الشاحبات الناعسة
في فثور عضرت افريقيا فيه شداها
ونداها
ينادي وفيقة ويقول الحمام الاسود بالرغم من اننا اعتدنا القراءة ورؤية وسماع الاحاديث عن الحمام الابيض حمام السلام والسلم لكنه هنا يستتني الاسود عن الابيض لانه يرى سرب منطفئ نوره يعود بنا الى الحزن والذي رمز اليه بالاسود كان برى ثمار لم تقطف لم تصلها ساعة الموت والتي شبهها بنافورة تسقي الحدبقة بللموتى تسقي القبور بالجثة الهامدة
تعزف النايات في اظلالها السكرى عذارى لا نراها
روحت منها غثون هامية
وفيقة لم تزل تثقل جيكوررؤاها
اه لو رؤى نخيلات الحديقة
من بويب كركرات لو سقاها
منه ماء المد في صبح الخريف
لم تزل ترقب بابا عند اطراف الحديقة
ترهف السمع الى كل خفيف
ويحها ترجو ولا ترجو تبكيها مناها
لو اتاه
لو اطال المكت في دنياه عاما بعد عام
دون ان يهبط في سلم ثلج وظلام
كان يتمنى لو انه يمكث في دنياه عاما بعد عام دون ان تاخذه الموت تحت الظلام تحت برد الثلج فيكون جثة هامدة وذلك حين قال ان وفيقة لم تزل جيكور ثثقلها وفي تاوهه يبدء كلماته بلو يعني لم يحصل وهو يتمنى لو ان تخيلات الحديقة وهي القبر تسقى من بويب يمتد في نور وظلمة في صبح من فصل الخريف الذي تصفر يه اوراق الحديقة وتتساقط كما تتساقط الارواح ميتة لو ان وفيقة باقية ترقب بابا عند اطراف الحديقة اي لم يتخطفها الموت
ووفيقة
تبعت الاشداءفي اعماقها ذكرى طويلة
لعشيش بين اوراق الخميلة
فيه من بيضاته الرزق اتقاد اخضر
اي امواج من الذكرى ر فيقة
كلما رف جناح اسمر
فوقها والتم صدر لامعات فيه ريشات جميلة
اشعل الجو الخريفي الحنان
و استعاد الضفة الاولى وحواء الزمان
تسأل الاموات من جيكور عن اخبارها
عن بباها البد عن انهارها
اه والموتى صموت كالظلام
اعرضوا عنها ومروا في سلام
وهي كالبرعم تلتف على اسرارها
هنا نرى السياب يستعيد فرحه برؤيته الحمام بريشاته الجميلة وهو نادم عن كون الموتى صموت في ظلام مروا في سلام
والحديقة
سقسق الليل عليها في اكتئاب
مثل نافورة عطر وشراب
وخيال وحقيقة
بين نهديك ارتعاش يا وفيقة
فيه برد الموت باك
واڜرابت شفتاك
تهمسان العطر في ليل الحديقة
في اخر الابيات نرى انه يتمنى ان تشاطره وفيفة شبقه
ولكنه يذكر الحديقة في الاول والاكتئاب في الاخير
وهنا نراه يربط الحديقة وهي خيال والاكتئاب حقيقة
لان الحديقة كما رمز اليها في اول القصيدة هي مزرعة الموتى وهذا خيال لان الموتىنجدهم في مقبرة
والحقيقة انه لااكتئاب نجده في احساس من يرون الموتى يدفنون
كان بدر يخيل له ان نهدي وفيقة وهنا هو يرمز لما بداخل صدر وفيفة
وهو المكان الذي توضع عليه اليد اليمنى لزائر الم يض والدعاء له بالشفاء حيث يتحدث اليها وهو يقول ان بين نهديها داخل صدرها ارتعاش من شدة البرد فاشرابت اي تمددت شفتاك
تهمسان تقولان تخبران بدر ان الاكتئاب موجود في ظلام القبر
كان يشعر بالموتى باكتئابه الظاهر على شخصه وكلماته في قصائده
الا انه لم يكن يخاف الموت لانه جعل له حبا كحبه الخيالي لوفيقة
ربط الموت بالحب
وهذا ما جعله بحاكي حبه بصور بديعية وبيانية مرة جمالية ومرة تطفئ نور التفاؤل وذلك لما سيعيشه هو ليس وفيقة وفيقة كان يراها حواء من اهل الجنة بعتت للارض فدفنت في حديقة كحديقة حواء وادم
بدر شاكر السياب شاعر ينظم قصيدته في منتهى الدقة بترابط احداث القصة المرسومة في قصيدة من الشعر الحر
نظم كلماته ببلاغة ومعانيها تاخذ العقل الى تور الاحداث وكانها حقيقة
قصيدته كلها شجن واحساس مرهف تشعرنا بالاحزان التي عاشها وتوفي منذ زمن بعيد الا اننا نشعر انه مات واخذ حزنه معه تاركا اتره في تاربخ قصائده الرائعة
شاعرنا لا بزال حيا في قلوب كل ذي حس شفيف مرهف حساس
لانه عاش حياة م يرة فقيرة في جيكور في بعده عن مسقط راسه زاده حزنا واكتئابا مما حرك فيه شغفه للكتابة لمواسات احزانهعبر كلماته المرسخة لحد الساعة في شعره الشجي الوجداني .

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى