متفرقات

قصة أغنية ميحانه ميحانه

إنه العراق يا سادة
#قصة_أغنية #ميحانه_ميحانه
ينسب العراقيون إلى محمد عبد الوهاب نقلاً عن إحدى المقابلات الصحفية في الستينات، قوله إن معظم الأغاني العربية تدور في فلك الأغنية المصرية باستثناء الغناء العراقي؛ لما يتميز به من خصوصية كاملة نابعة من الروح والحنجرة والنغمة المرتبطة بالمكان بما يجعلها خارجة منه وليست آتية إليه من المحيط الجغرافي القريب أو البعيد.
وتعود هذه الحقيقة إلى أن المطرب العراقي لا يغني لأجل الغناء، وإنما يعبِّر عن حالته الحقيقية، وهو جزء من أسباب التفرد التاريخي في التعبير، ولهذا اتسم الغناء العراقي في الماضي بالتعبير عن الفرح أو الحزن والشجن، وكانت كلمات الأغاني نابعة من الحياة الصعبة، وعبّر الغناء وقتها عن طقس ما بروح الفرح أو الحزن. ولهذا يقول العراقيون إن مطربيهم في الماضي كانوا يعبّرون عن حالة حزن شديدة . حتى أن ناظم الغزالي لم يتخلص من حالة الحزن في أغانيه رغم أناقته ولغته الموسيقية الحديثة ورحلاته العربية، إذ بقي وفيًا لحزنه تعبيرًا عن نشأته الصعبة في كنف أم كفيفة ومعاناة معيشية، ثم أصبح بلا أب وأم وهو لا يزال طفلاً، لتخرج أغانيه صورة طبق الأصل من حياته التي عانى فيها الحرمان والعزلة.

ويكفي عالم الغناء العراقي تميزه بفولكلوره الجميل الذي أخرج لنا رائعته «ميحانه ميحانه» التي تعبّر عن فن العراق الذهبي. للأغنية قصة شهيرة يحفظها العراقيون أو على الأقل أجيالهم الماضية. فكلمات الأغنية مستوحاة من قصة حب حقيقية ومؤثرة من التراث العراقي.

وتروي القصة باختصار أن شابًا من مدينة (المسيب) التي يشطرها نهر الفرات نصفين بين مدن بغداد وكربلاء والحلة، كان يملك قاربًا صغيرًا يجوب به النهر وينقل فيه الحيوانات والحبوب وغيرها. واعتاد الشاب في أثناء عمله الغناء بصوته الجميل وانبهر به السكان الذين كانوا ينتظرونه على ضفة النهر ليستمعوا إلى صوته ويستمتعوا به، وكان من ضمن معجبيه فتاة تعلق قلبها به فنشأت قصة حب شديدة بينهما وكانت تنتظره على شاطئ النهر قبل أن تغسل الأواني وتنقل المياه إلى منزلها. وقد علمت بقصة الحب هذه صديقة الفتاة واسمها «ميحانه»، وبعد فترة من الزمن مات الشاب في حادثة مفاجئة، فحزنت حبيبته حزنًا شديدًا، وذات يوم ذهبت كعادتها لضفة النهر لتغسل الأواني وتملأ المياه قبل عودتها لمنزلها، فلمحت قارب حبيبها الذي كان قرب جسر المسيب التاريخي، فمرّ القارب دون غناء صاحبه ومن دون صوته الجميل الذي يأسر القلوب، فأحزنها المشهد الصامت لتطفو ذكرياتها وتلتفت الى صديقتها ميحانه وقد اقتربت الشمس من المغيب، وأنشدت الفتاة منادية صديقتها:
ميحانه ميحانه… ميحانه ميحانه
غابت الشمس وللحين ما جانه
حيك.. حيك بابه حيك.. ألف رحمة على بيك
هذوله العذبوني.. هذوله المرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني

عافت عيوني النوم.. عافت عيوني النوم
بعدك حبيبي العين ذبلانه
بلوح القدر مكتوب.. بلوح القدر مكتوب
بهجرك حبيبي الروح ضمآنه

ضليت انا سهران.. ضليت انا سهران
وارعى نجومي ليش ما جانه
واتسامر ويا الليل.. واتسامر ويا الليل
واجمع همومي وروحي تلفانه

خلي الدموع اتسيل.. خلي الدموع تسيل
من عيني دمه الروح ضمانه
واللي فديته الروح..
روحي ظلمه بسكَم خلاّنه

منقول

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى