قصة قصيرة بلاعودة للقاصة: حورية ميلك
قصة قصير ((بلاعودة ))
أعرف أن البرد قارص ، لكن ليس أصقع من حياتي ، قالت ذلك وهي تهُمُّ بالخروج تاركةً أمها تتابع الحديث ، هل نسيتي مافعله بكِ لما تذهبين إلى أشلائه ، هو لا يستحق حتى نظرةً منكِ ، أقفلت الباب وهي تتذمر لما آلت اليه الأمور ، وخائفة من قنابل الأفواه وبرق العيون ، ورعدها إن لم تمسك نفسها عنهم . من فضلك هل توصلني إلى المطار …؟ نعم سيدتي تفضلي ، كلامهم كالسِّهام (ركبت وحدها مع غريب لا تستحي ….ترى أي موعد لديها … منحرفة ….. جرحتها الكلمات لكن حاولت بلع لسانها كي لا تثور ثائرتها وتقوم حرب كلامية (مضيعة للوقت ) ، سيدتي هل أنتِ مسافرة ..؟ وماهمكَ أنتَ … ؟! سَكتَ وتمنَّى لو أنه لم يسأل ، كأنَّ الطريق طالت ، بفعل الصمت الرهيب ، وهي سابحة بخيالها متسائلةً ، تُرى كيفَ سأجد النّعش .. !! ومن سيساعدني لأخذه … تمنت لو أنها لم تتزوج قط لقد أخذ كل ماتملك وعبر البحر دون أوراق مُمنِّيا إياها بحياة أرقى بعد عودته … بابتسامة صفراء ساخرة … نعم أنا الآن في أسعد حياة بعودتك ، أحمق من يضمن العودة…!!؟ ، وابني ماذا سأخبره عن أبيه ، الحقيقة أم ماذا….!! ، فَقدَ أباه ولست لأفقده إحترامه أيضا ، أخذت تتخبطها فوضى الأفكار ….والسائق يراقبها في المرآة باستغراب … قاطع فوضاها ، سيدتي وصلنا ، آه نعم الحمد لله ، طلبت منه اِنتظارها لم تدفع له الأجرة عنوةً ، همَّ بالرحيل ثم تراجع هي سيدة من بلدتي ومسكينة …. ( أجري على الله) دخلت المطار لتستلم هدية الأقدار ، بدمعة جافة متحجرة في المقل ، ليس وحده بل هناك من عاد عودته … هوِّني عليكِ كلمات لتواسي نفسها ….. حدَّثَت نعشه هل أنت مُدْرِك لما فعلته بنفسك وبنا …. ؟؟ (غفر الله لك) احتبست صرخة الوداع في حنجرتها …. وانتهت كل آمالها
حوريــــــــة ميــلك