قصة /يوم بائس/ بقلم/ فاطمة الزهراء مصطفى.
قصة قصيرة :يوم بائس .
إستيقظت بعد نوم متقطع ،وتوجهت نحو المطبخ لتعد الفطور ،بدت تجر أذيالها بصعوبة بالغة ،وبالكاد حضرت فنجان القهوة.
الحرارة لا تطاق بالرغم أنه الصباح ،إنه يوم بائس لهذه المرأة فهو يبدو كباقي الأيام الغابرة.
شربت القهوة وهي في شرود تام ،حتى نسيت متى شربت القهوة عندما وضعت الفنجان فوق المائدة فارغا.
كان اليوم من شهر كانون الأول ،اليوم طويل و شاق ،الشمس ترسل ضوءها وحرارتها بكل نشاط فهي تكره الكسل.
لبست مايوجد لها من ثياب وخرجت بخطى متثاقلة ،وكأنها لا تود الخروج،رافقها ولداها وهما يتشاجران ويصرخان بصوت مزعج.
خرج جار المرأة وبدأ بالشتم والسب ،ووصف المرأة بعديمة المسؤولية ،لوكانت كذلك لربت طفليها على حسن الجوار.
الطريق بعيدة ،والمواصلات لا تتوفر في كل وقت ،الولدان يصرخان على بعضهما والأم تنظر إليهما ،وعُقد لسانها ،رمت بنفسها تحت جذع الشجرة خوفا من حرارة الشمس.
لقد تعبت المسكينة فهي لم تعد قادرة حتى على تربية أطفالها.
وصلت مقر عملها وقد قوبلت بالتوبيخ من طرف مديرها ،دخلت على زميلاتها وكلها خجل وارتدت مئزرها وتوجهت إلى التنظيف.
إنتهى دوامها وعادت بنفس العناء ،ورمت بنفسها في فناء الدار وطلبت من أحد طفليها بأن يعطيها كوب ماء ،الطفلان لم ينفذا كلام أمهما وأكتفا بالصراخ والمناوشات ،في هذه الأثناء إنقضت الأم على أحدهما وبدأت بضربه ضربا مبرحا ،كما أنه لم يستطع أن يفلت منها ،لم تتركه حتى أصبح جثة هامدة ،وضعته في حجرها وهي تضحك ضحكا غريبا ،خرج إبنها الآخر لطلب النجدة ،وتهافت الجيران ،وبلّغوا الشرطة ،وخرجت الأم من منزلها مكبلة اليدين.
أثناء محاكمة الأم كانت تنظر إلى الجمهور و تسمع الكلام القاسي يدخل آذانها بأنها عديمة المسؤولية ولا يوجد لديها رحمة.
دخلت الأم في ضحك هستيري قوي ومزعج أزعج كل الحضور ،وتقدم الشرطي برشها بالماء البارد لكي تستعيد وعيها.
فتحت الأم عينيها فوجدت جارتها نفيسة بجانبها ترش عليها في الماء ،نظرت إلى السماء فرأت الشمس تودع في السحب.إلتفتت يمنة ويسرة تبحث عن طفليها ،رأتهما بجانبها فوثبت على ركبتيها وحضنتهما وعبراتها تنزل كالغيث ،وحمدت الله على أنه كان مجرد كابوس.
بقلم/ فاطمة الزهراء مصطفى.