قصص رائعة بقلم الدكتور: سامي شهاب الجبوري، العراق
قِصصٌ قَصيرةٌ
أقْدامُ الطُّفُولة
كانَ يُزجَرُ عندما يقترِب مِنْ سُور الحديقةِ وهو بملابسِه الرَّثة ؛ ولكنَّهُ يتلصَّصُ خِلْسةً للنظرِ مِنْ كُلِّ الزوايا إلى الأطفالِ الذين يلهُون بداخلها ، هُنا مجمُوعةٌ تتزحْلَقُ ؛ وأُخْرى تتمرْجَحُ ؛ وهُناك مَنْ هو في الدُّولابِ الهوائيِّ يصعدُ وينزل … يُعنَّفُ ويُسْحبُ بَقسوةٍ مَرَّاتٍ ومَرَّات ، وهو بعِنادٍ ينظرُ إلى أطلالِ حديقتهِ المُغتصبةِ التي أُعدم فيها أفرادُ عائلته ودُفِنوا تحت أقدام بَراءة الطُّفُولة .
الهواءُ يَسكنُ في الخَيمةِ المَائِلةِ الآيلةِ للسُّقُوط ، وزَّعَ الأبُ لِحافَ الإنتخابات الوحيد الذي أُهديَ لهُم على أجسادِ العائلةِ المُكوَّنةِ مِنْ أربعةِ أفراد … مَدٌّ وجَزرٌ اعترى ذلك اللِّحاف بسبب تمسُّك الجميع به في آنٍ واحدٍ وهو لا يَقبلُ القِسْمة إلاَّ على ثلاثة … في جوفِ الليلِ البارد انْسحبَ الأبُ وتركَ لهُم حقَّ الترشُّح للدفء .
كافِلُ اليتيم
جرسُ المدرسة دُقَّ بانتظامٍ .. اتَّجه مُسرعاً نحو صفهِ الذي أغْلقهُ مُعلمُ التربية الإسلاميَّة في وجْهِه لتأخُّرهِ دقيقة واحدة ، سارَ نحو النافذةِ ليسمع الدَّرسَ ويكتبهُ والمطر يَجلدهُ بلُطفٍ، ومِنْ بابِ الإدارةِ دخلَ مُعلمُ الرِّياضيات ومعهُ ابنهُ المُتأخِّر الذي سُمِحَ لهُ بدخول الصَّفِ بلا مُمانعة … كتبَ مُعلمُ التربية الإسلاميَّة على اللَّوحةِ (كافِلُ اليتيم) ، وسألَ طلبتَهُ مَنْ مِنْكم يَتيماً ؛ فأجابُوه : الطَّالِبُ الذي وبَّختهُ وطردتهُ يا أُستاذ .
د. سامي شهاب الجبوري