أخبار متنوعة
قصور دافئة بقلم: “أحمد طالب بطمة”
عنوان: قصور دافئة
بقلم: أحمد طالب بطمة
إن القارئ والمشتغل بالكتابة على حد سواء لا محال يسكن مدنا وتسكنه حد الشغف مدن أخرى .
غرداية ما أجملها حين تشرق عليها شمس التعايش، لؤلؤة متمايزة في عقد الوطن الفريد، عجنت من صخورها قصورا من صمود، فغدت واحة للسبيل و رمزا للتوطين والتمكين وسط تيه الكثبان وشساعتها … بمتاجرها صنوف للمعروضات والسلع فيها مقتنى لكل زبون وفاقا لذوقه ومشتهاه .
صاخب يضج بعمّاره سوقها القديم زينته الأفرشة التقليدية والزرابي … اصطفاف حوانيت العطارين يضفي على المكان ألوانا وأريجا.
للصاغة والحرفيين حيز وافر في جنبات الأزقة الضيقة .
وفي متاهة من الدهشة ينتهي بك أو يبتدي أحد أفنيتها نحو جناح مزدحم مغطى بالقصب، يتسلل منه نور الشمس وترتقي عبره صيحات باعة الخضر والفاكهة بشتى أنواعها
تتسلل إلى أنفك رائحة الزيتون المخلل المعبأ في جرار من البلاستيك زرقاء اللون.
يدعوك بكرم بائع كوكاو سبسب المعروض في سلال السعف لتذوق سر الطعم الذي يكتنزه أهل الصحراء للضيوف
وللعقل مع امتداد الطريق نزهة للألباب.
ثم إن الزائر لو تشعبت به الدروب والأزقة الضيقة في كل من الحاج مسعود وبني يزقن وشوارع متليلي وواحاتها الغناء ستوشوش في لواعج نفسه همسات المكان كيما يسرق لحظة من التاريخ ويسبر أغواره الغابرة يذهب به السحر ويأوي به صدى المأذنات نحو ليالي بغداد الألف ومابعد الألف
المعالم المطلة من شاهق
باقية شاهدة
“على طيب المكوث
على جلبة العبور
وعلى صمت الرحيل “
سلام على الذين مضوا .