قلبي دليلي بقلم: “الاستاذة : شباح نورة”
قلبي دليلي
الضباب كثيف هذا اليوم لا شيء يرى !
وددت الذهاب إليه ، لكن القلب أصابه ضباب من الحزن غشي عنه الرؤية…يا ترى أنسي كلماتي وضحكاتي وابتساماتي؟! …كنت أتودد أليه بها ؛حتى ولو كانت بعيوني دموع تخطفها يدي وتمسحها. وتارة أسرع للحمام وأغسلها بماء بارد ، لأنها تنزل حارة تشوي الكبد.
لا أشعره بحزني وبثي ، تمنيت أن أرتمي بين أحضانه …ولكن فترة خطوبتي طالت معه تريثت قليلا واتجهت إلى إلى غرفة أمي ، أحست بي واحتضتني بقوة ومسحت على شعري وهي تداعبني وتبعد عني هذا القلق والحيرة … -قلبي دليلي- أحسست بشيء سيقع … ولكن أمي أردفت تقول لي : إنك حبيبتي لا أريدك أن تبتعدي عني ؛ ولن أشبع بك الدهر كله …فأنت صغيرتي وحبيبة عمري؛ولو طلب خطيبك تحديد موعد العرس ؛فإنه ينتابني خوف شديد…ستفرغ الدار ، وتصبح فارغة لا حس ولا دفء فيها ولا ربيع …
ورغم ذلك لست أنانية سأفاتحه في الأمر…
فرحت بقولها رغم حزني بالبعد عنها …وأسرعت بأعطائها الهاتف ؛ بدأت في تشكيل الأرقام نسيت البعض منها ، ذكرتها بها ،وأعدتها عليها من جديد حتى تتأكد من صحتها…
لقد صفعني القدر .اهتزت الأرض من حولي لا أعلم ماذا أفعل! إن الهاتف مقطوع …
حاولنا الاتصال العشرات المرات لا جدوى لقد أوقف هاتفه …
أسرعت أمي إلى أبي أخبرته بالأمر …فرد عليها ببرودة مشغول لا أكثر …
وكنا نتصل كل يوم فلا رد ولا هاتف …وبعد أسبوع من القلق والحيرة والبكاء .
لم أجد إلا دموعي وأمي… دق الباب …كان أبي يهم بالخروج ، فتراجع قليلا وفتحه ؛ويا ليته لم يفتحه! كان والد العريس يخبر والدي أن إبنه هاجر مع الحراقة وبعث لي مكالمة يخبركم بانهاء كل شيءلا يمكنه أن يبقي ابنتكم معلقة تنتظر السراب…هجرته في حكم الغيب قد لا يعود منها للأبد
انتهى
الاستاذة : شباح نورة
الجزائر 🇩🇿