إشراقات متنوعةالقصة

قلق مشتعل بقلم: “إيمان بلمداني”

قصة قصيرة
قلق مشتعل
ايمان بلمداني ✍🏻
تلك الأمسية وأدت كل المسرة المرتقبة، حين عبثت اللحظات وكشر الغضب أنيابه ، بات ليس من السهل استدراج نفسها التكيف مع تلك الظروف، فالقلب بات مشحون ، وبواقي اسى تناثرت بين أقدامها، غشاوة كست عينيها ، أقدامها التي كانت تقودها طوع إرادتها تنهب بها الخطو نهبا أصبحت مرتجفة تفتقد الارتكاز ، تروح وتغدو بلا هدى، تدخل غرفتها لتأتي بشيء تعود فارغة كفراغ عقلها ، تتعاقب من جوفها آهات متقطعة ، ترغب أن تمزجها بكلمة فتأبى، تضيف لها تأفُف سريع ، مازالت الدموع متجمدة، فإن سمحت لها ستغرق وجهها غرقا ولن ترى أمامها ، لحظات الإستيعاب والصدمة يعقبها قلق ملتهب ،يساورها شعور بالغثيان ، إبنها المهاجر سنين طويلة سيصل الدار خلال ساعتين ، لا يهمها وصوله كثيرا بقدر الهم الذي نزل على رأسها كالصاعقة ، دخول صديقاتها وجاراتها دارها وانتظار وصول ابنها لاستقباله أضاف ضيق جديد ، هي أدرى بنظراتهن الفاحصة الناقدة لكل عثرة، شعرها المسدل المطلق الصراح، ليته تماسك واختباء من عيون لا ترحم، كانت توزع الابتسامات الجافة بلا لون ، تحوم بينهن كمن أسرف في شرب الخمر ، ظلت بين لحظات سحّق مرة، والصراع المحتدم بداخلها يكسر حواجز تتخطاها لتقف على شواهد محنة جاثمة ، حين سألتها إحداهن عن زوجها تماهت عن الإجابة وردت ابني سيكون معنا بعد عشر قائق ، أضافت لتعويم الحديث وعدم الرجوع للسؤال تناولوا القهوة حتى لا تبرد اتبعتها بسمة أفردت فيها فمها حتى اذنيها ثم اعادته سريعا ، وصل ابنها تحلقت حوله النسوة ترحيبا وتحايا وعيونهن تغوص داخل ما حمل تكاد تخترق الأشياء فضولا عنيف، كن ينظرن اليه من شعر رأسه حتى قدميه يتهامسن مبتسمات، ونفوسهن تقول الكثير من تمني ورغبات ، إلا أمه كانت تجلس على الأرض وكأنها في بيت مأتم، عند وقوفه بين يديها لاحتضانها صفعته بقوة تردد صداها بين مسامع النسوة ، ساد صمت تخال أن المكان فارغ من بعد الصخب والضجيج والزغاريد التي طالت عنان السماء ،انعقدت الدهشة على كل لسان ، توقف الزمن هنا وتعطل كل شيء ، وأصبحت كل الأمور محجوبة بقبضة لا تتيح الاحتمال أو التقدير، أعادت الصفعة بخده الآخر ، قالت انت ومالكُ وابوك في قعر جهنم ، بمالك صنعت له زوجة أخرى ينام في حضنها الآن ..

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى