الخواطر

«قلم يتيم» بقلم ” سندس الجعبري”


 

كالمعتاد …
لا أملك أدنى تغير يذكر نفس الشعور ، الأشخاص ، وأقلام الرصاص التي أحاول بها رسم بداية جديدة وعنوان متغير لحياتي … يا لها من أقلام هشة تكسر كلما حاولت تنقيط كلماتي وربما تتمزق أوراقي فقلبي فكياني .
أحاول كثيرا لقد فقدت مبراتي ومجموعة من أقلامي والأسوء من ذلك فقدت أحلامي ، لقد تحطم كل شئ أمامي .

لم يعد النوم سبيلا للنجاة فحتى ذلك الأمر أرهقني فكلما رأيت كابوسا طال حلمي ولم ينتهي ، وكلما حاول عقلي وضع شمعة مضيئة في إحدى زوايا حلمي هبت الرياح من داخلي فأطفأتها ، لربما أصبح الأمل كابوسا كلما لمحته استيقظت فاقدة للنعاس من عيناي .

إنني أفقد عقلي ،أتعجب مما يحدث لي وما سيحدث بعد ، لقد أصبحت عاجزة عن فهم حالاتي ، لم أعد أخشى الظلام فها أنا أعيشه تماما ، لقد غرقت به أو لربما هو
من أغرقني ، بتّ لا أعرفني .

لربما عدم إدراكي لما أريده هو ما يمزق أشلائي أظن أنني بحاجة لهدف واحد أو ربما كلمة مكونة من أقل عدد ممكن من الحروف ولو كلفني ذلك البحث عن نقاطها من بين أعدائي ، سأكسر أقلامي بنفسي ، سأعمل جاهدة على صنع أداة وعالم اخرين ، أظنني أحتاج حلما ، أو لربما ممحاة أمحي بها ذاكرتي المهمّشة فعلى الأقل ان لم أستطع إسعادي فعلي التخلص من أحزاني ، ها أنا أقاتل ضعفي بصبري تجلدا ، وكياني في قيد الفراغ السرمدي مقيدا ، أراني قلما ولكنني فقدت أوراقي .

إن الأمر أشبه بنفاذ الحبر بينما لم انتهي من تدوين آلامي و أشواقي علی أوراقي لأقوم بدفنها كوصية لقلبي في أعماقي ، كما لو أستعد لحياكة مستقبلا كله أعيادا واذ ان خيوطي ليست الا رمادا ،كبندقية مليئة بحشود من الطلقات ولكن الفوهة بترت فمكثت البندقية مختنقة ليس هناك سبيلا لإفراغ باطنها ، أو لربما كنقش ملامح بأصابعي علی وجه حجري حرم من ردود الأفعال ، إن أمري مثير للألم وأحباري نفذت وألواني بهتت ورسوماتي من إنهائها قد حرمت .

ولكن كم من لطف خفي لخالقي الرحمن الذي اعبد ، وإني ورب القلب دوما أردد بأن يلهمني الله السكينة فأتقبل ما لا يمكن تغييره والقوة لتغيير ما يسعه والبصيرة لمعرفة الفارق بينهما ، كما لو تعي ما يحتاج صبرك عما يحتاج تدخلك فتعلم متی تسعی ومتی تستكين ، فترتاح ما حييت وترضی .

ولا ريب بأن الصدق في أقوالنا ” أقوی لنا ” ، والشر في أفعالنا ” أفعی لنا ” ، ناهيكم عن شرور الأفعال التابعة لحلو الأقوال ، إياكم وذلك الإحتيال ، فإن لم يطابق قولك فعلك وإتسم الكلام المعسول بالصدق ، حذار أن تعامل معاملة القاتل والمقتول ، فكيف لك أن تفخر بحديثك عن غرس الزهور ، بينما لا تفقه رش البذور ، كمن يقول أنه سيبنی قصورا بينما أفعاله النكرة ليست إلا صخورا ، تنهش القلوب كالنسور ، ما لم يكن بحوزتك مائا لا تدعي أنك صنبورا .

لطالما قيل أن القاتل يقتل ، ويد السارق تقطع ، فما شأن العدل بمن يدعي عطاء الأمل ويده مقطوعة ، يدعي الخير وأفعاله كلها ويل ، أوليس لكل ذي مظلوم دعاء يسمع كلما حان للأذان علی مسامع القلوب أن يرفع ، حذار أن تقول قولا ضارا ، يتتسبب بقطع روحك ، لا تقطع لك يدا ولا لسانا إنما تمسي مجرد إنسانا قطعت رحمة ربه عنه ، وإن هذه الروح يا معطي الروح وقابضها ، ترجو منك أن تقبضها وكلها ايمانا واحتسابا ، تخشی أن تجرح الغير ولو بتفوه كلاما يمس القلوب إيلاما ، وبالختام سلاما علی من حفظ الوصل بين روحه ورحمة ربه سلاما .
مبتورة الحلم .
سندس الجعبري

فلسطين الخليل

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. I’m really loving the theme/design of your web site. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A few of my blog audience have complained about my blog not working correctly in Explorer but looks great in Safari. Do you have any tips to help fix this problem?|

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى