المقال
قلم يخرج عن صمته بقلم: “يمينة بديرة”
بقلم / يمينة بديرة Yamina Bedira
قلم يخرج عن صمته …..
يخرج هذا القلم من ظلمات الكبت والحقيقة الصامتة المكتئبة إلى نور البوح بالكلمة الصادقة الباسمة ..
أنا الصمت والصمت أنا ..
يكون الصمت جميل أحيانا ليحافظ على الهدوء الداخلي والخارجي لكنه جريمة أو على الأقل مشاركة في الجريمة عندما يصبح المعني بالأمر هو الإنسان لكونه لعبة في وسط تسوده أفكار خاطئة مغلوطة وأغراض شخصية كاذبة مزيفة تعطس بالبشر إلى خسارة الدارين حتى دون شكر وحمد لله ..
إن الطمع فقر دائم لا نهاية له وهكذا يكون حال من تمسك وتعلق قلبه بما هو زائل و دنيوي فإن حصل عليه رضي وإن لم يحصل عليه سخط وغضب ، فهو صراع بين العقل و الطمع كما قال علي رضي الله عنه : ( أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع ) ..
فإن إجتمع الطمع والجشع فقدنا وضاع منا الإنسان وأصبح من الإستحالة وجود السعادة والقناعة و الرضا على وجه الأرض لأن الإحتياجات البشرية لا تكتفي بالقليل ولا حتى الكثير لتلبية النفس الطماعة التي إتبعت كل الطرق والسبل الملتوية اللاإنسانية واللاأخلاقية ، فجعلت من السياسة نفاق وذكاء ، ومن المال هدف للربح وغباء ، ومن الثقافة جبن وإنحراف ورخاء ، ومن الفكر والعلم غربة وغباء إلا من إتبع وسار على التقوى لبناء المجتمعات وسلك نهج الرسل والأنبياء فكانوا له قدوة للخير ولباس النقاء والصفاء ..
وقول الله تعالى : (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)، وقال ابن مسعود – رضي الله عنه – خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال «هذا سبيل الله»، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال : «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»، ثم قرأ رسول الله «وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. ».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين …
إن الأمر أصبح خطيرا جدا فما تعيشه الأمم وما تراه أشبه بغلاف لكتاب جميل وجذاب ظاهره ولكن محتواه عبارة عن قصص من الخيال لا وجود لها في الواقع وإن كانت قصص حقيقية فأكثرها مأساوية ….
فوضى في الأفكار وتلاعب بالعقول تخفي الوجه المدبر والخطير للآخرين الذي قد يكون الجميل والأفضل لكن باطنه قبيح ، حاقد ومتآمر يحقق إنجازات ويفسد مجتمعات .